مبادئ الصناعة المعجمية

marbun 1:48 م اضف تعليق


هذه دراسة متواضعة أردت منها استعراض بعض المبادئ الأولية لما يدعى بالصناعة المعجمية (lexicography) وبيان مدى انسجام الصناعة المعجمية الكوردية ممثلة بكتاب (فةرهةنطا قازي) لمؤلفه الأستاذ حافظ قازي مع تلكم الأسس.

تمهيد

رغم أن للّغة الكردية تاريخاً عريقاً يمتد الى آلاف السنين فإنها تعد من اللغات الحديثة العهد بالتوثيق والدرس والتحليل وذلك لأسباب كثيرة لا تتسع لها هذه الدراسة، إذ أن تاريخ أقدم المعاجم الكوردية-العربية المطبوعة -على سبيل المثال- لا يزيد حسب علمنا على بضعة عقود من الزمان، وكذلك الحال بالنسبة الى كتب النحو الكوردي. ولهذا الأمر –بقدر ما يتعلق الأمر بموضوعنا- جانبان أحدهما سلبي وهو افتقار اللغة الكوردية الى المصادر والمراجع التي تبحث في قواعدها وتحيط بخزينها اللغوي، والثاني، وهو الإيجابي، يشير الى أن المجال ما يزال واسعاً أمام تأسيس علمي رصين لهذه العلوم وفق قواعد أكاديمية حديثة تستفيد من خبرة الشعوب الأخرى في هذا المجال، وتجنبها ما أصاب علوم اللغة عند غيرها من تعقيد وترهل وجمود. أضف الى ذلك أن اللغة الكوردية شهدت في السنوات الأخيرة –وما تزال- ما يمكن أن نسميه ثورةً أو انفجاراً كبيراً في الانتشار الأفقي (وأعني به هذا العدد الهائل من الكتب والمجلات والإذاعات والقنوات التلفزيونية ومواقع الانترنت الناطقة بالكوردية) والعمودي (استخدام اللغة الكوردية في مجالات علمية وثقافية وأكاديمية كانت حكراً على اللغتين الانكليزية والعربية أو اللغات الأخرى المجاورة وما تبع ذلك من تطور دفع الى ظهور واختراع واشتقاق واستعارة مفردات ومصطلحات ومختصرات ومعانٍ وأساليب لغوية جديدة تحتاج الى من يهذبها ويضبط إيقاعها ويتابع الجديد منها) وهذه المهمات تستدعي قيام واضعي المعاجم العامة والمتخصصة بمتابعة هذا التوسع وتحديث وتوسيع معاجمهم بصورة دورية.

اختتام المؤتمر الدولي للغة العربية ( اللغة العربية بين الانقراض والتطور- التحديات والتوقعات ) بقسم اللغة العربية بكلية الأداب جامعة الأزهر الإندونيسى

marbun 4:29 م اضف تعليق

عُقد في الفترة ما بين 10-13 شعبان 1431هـ : 22-25 يوليو 2010، المؤتمر الدولي للغة العربية ( اللغة العربية بين الانقراض والتطور- التحديات والتوقعات ) بقسم اللغة العربية بكلية الأداب - جامعة الأزهر الإندونيسية بمدينة جاكرتا .

وقد شارك في المؤتمر عدد كبير من داخل إندونيسيا وخارجها ، وفيما يلي أذكر محاور المؤتمر ، ثم أسرد أسماء المشاركين ، وأمام كل مشارك عنوان مشاركته ، والجهة التي جاء منها واسم بلده :

محاور المؤتمر:
1- الاستراتيجيات للنهوض بالدور الحضاري للغة العربية وأدابها لمواكبة التحديث وعصر المعلومات والتكنولوجيا:
أ‌- أوضاع اللغة العربية ومحاولات لتطويرها وإثراء ها
ب‌- الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة
ت‌- الخطاب الديني : بين القراءة الكلاسيكية والحديثة
ث‌- الترجمة ودورها في نشر الثقافة العالمية المشتركة
ج‌- تحقيق المخطوطات :محاولات لإحياء التراث العربي
ح‌- جهود علماء جنوب شرق آسيا في القرن الثامن عشر حتى الواحد والعشرين لخدمة اللغة العربية وآدابها
خ‌- اللغة العربية و العصر الرقمي
د‌- مساهمة الأدب العربي المعاصر في غرس قيم القيادة والمبادرة لدى الشباب المسلمين

2- الاستراتيجيات للارتقاء بتعليم اللغة العربية لأبناءها وغير أبنائها لمواجهة السوق الحرة:
أ‌- تصميم مناهج تدريس اللغة العربية لأغراض مهنية
ب‌- طرق تدريس العربية لأغراض مهنية
ت‌- تصميم المعينات والوسائل التعليمية لتدريس العربية لأغراض مهنية
ث‌- تعليم العربية وسوق العمل
ج‌- تقويم برنامج تعليم العربية لغير العرب
ح‌- معيارية القدرة اللغوية في اللغة العربية
خ‌- أزمة اللغة العربية في الشرق الأوسط
د‌- جهود علماء جنوب شرق آسيا لخدمة تعليم العربية لغير العرب

3- الاستراتيجيات للنهوض بدور اللغة العربية في المحافل العالمية :
أ‌- اللغة العربية في المنتديات و الملتقيات العالمية
ب‌- اللغة العربية و التجارة العالمية
ت‌- تأثير قضايا الشرق الأوسط في ازدياد الإقبال على تعلمها
ث‌- سياسة الدول العربية تجاه اللغة العربية ونشرها
ج‌- جهود اللغويين العرب و غير العرب في تأليف المعاجم السياسية والاقتصادية من وإلى اللغة العربية
ح‌- تأثير الأزمة السياسية و الاقتصادية في تطور اللغة العربية
خ‌- سياسة الدول غير العربية تجاه اللغة العربية
------------
وفيما يلي سردٌ بأسماء المشاركين من خارج إندونيسيا وعناوين مشاركاتهم ، دون الالتزام بترتيب معيّن :
1 الطيب بودربالة : العربية وتحديات العولمة ، جامعة باتنة - الجزائر
2 الهادي شريفي : اللسانيات الحاسوبية والدراسات اللغوية دراسة استقصائية في الواقع والمأمول ، جامعة أبي بكر بلقايد - الجزائر
3 ديدوح عمر : الأنطولوجيا العربية و الويب الدلالي ، جامعة أبي بكر بلقايد - الجزائر
4 سيدي محمد غيثري : دور وسائل الإعلام في تنمية اللغة العربية وتطويره ، جامعة أبي بكر بلقايد - الجزائر
5 مبروك زيد الخير : الخطاب الديني بين القراءة الكلاسيكية والحديثة وأثر اللغة العربية في تأصيله وتفعيله ، جامعة عمار ثيلجي بالأغواط - الجزائر
6 محمد منصوري : الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة ، جامعة الحاج لخضر - الجزائر
7 معمر حجيج : ظاهرة التداخل اللساني في الاقتصاد السياحي وتأثيراته على المجتمعات الإسلامية ، جامعة باتنة - الجزائر
8 علي يونس الدهش : تعليم وتعلم اللغة العربية في استراليا الجهود المبذولة على المستويين الرسمي والشعبي ، جامعة أستراليا الوطنية - أستراليا
9 الرشيد يوسف محمد عباس : رؤية تحليلية في الكتاب الأساسي لتعليم اللغة العربية في المدارس الثانوية في بروناي دار السلام ، جامعة سري بكاوان للتربية الدينية - بروناي
10 أيمن صالح : تاريخية النص الديني في الميزان الأصولي ، جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية - بروناي
11 خير الدين خوجة : فضل القرآن الكريم وأثره في حفظ و إثراء اللغة العربية ، جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية - بروناي
12 دايغكو حاجة نور حفيظة بنت حاج بوغسو ، جامعة سري بكاوان للتربية الدينية - بروناي
13 عارف كرخي أبو خضيري : العالمية نحو تأصيل نظرية الأدب الإسلامي ، جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية - بروناي
14 علي عبيد بريمة : ورقة بحثية حول مصطلح اللغات الإسلامية دراسة تحليلية ، جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية - بروناي
15 فغيران حاجة سليمة بنت فغيران حاج شهاب الدين : تعليم اللغة العربية في سلطنة بروناي دارالسلام : بين التحديات والتوقعات ، جامعة سري بكاوان للتربية الدينية - بروناي
16 قرني عبد الحليم عبد الله صفا : قراءة نقدية في ديوان" أحلام صغيرة " للشاعر عارف خضيري ، جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية - بروناي
17 كمال عبد العزيز : تجربة بروناي دار السلام في تعليم اللغة العربية وجهود جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية لتطوير هذه التجربة ، جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية - بروناي
18 محمد زين بن محمود : أهمية معرفة جوانب الاختلاف بين العربية والولايووية في تعليم النحو العربي للدارسين الملايوويين ، جامعة السلطان شريف علي الإسلامية - بروناي
19 إبراهيم محمد علي عبد اللطيف : اختبار العين لقياس الكفاءة في اللغة العربية للناطقين بها، تعريف وتقديم ، جامعة الإمارات العربية المتحدة - الإمارات العربية المتحدة
20 عمرو محمد فرج مدكور : مهارات الإصدار في اختبار (العين) للكفاءة اللغوية ، جامعة الإمارات العربية المتحدة- الإمارات العربية المتحدة
21 إسحاق رحماني : دراسة الأسلوب سيبويه في کتابه (الکتاب ) ، جامعة شيراز - إيران
22 عباس كنج علي : تقويم برنامج تعليم العربية لغير العرب - تعليم اللغة العربية في جامعات إيران وسوق العمل ، جامعة سبزوار - إيران
23 عبدالرضا عطاش : أساليب تدریس اللغه العربیه لفیر الناطقین بها بین الثابت والمتغير ، جامعة آزاد الاسلامية - إيران
24 علي سپهيار : الترجمة ودورها في نشر الثقافة العالمية المعاصرة ، جامعة آزاد الاسلامية - إيران
25 فاطمة قادری : الترجمة و دورها في التواصل الحضاري بين العرب و الفرس ، جامعة يزد - إيران
26 محمد جواد اسماعيل غانمي : الترجمة ودورها في نشر الثقافة العالمية المعاصرة ، جامعة آزاد الاسلامية - إيران
27 أبوأوس إبراهيم الشمسان : صعوبات تعلم العربية وتعليمها في عصر التقنية ، جامعة الملك سعود - المملكة العربية السعودية
28 إبراهيم بن علي الدغيري : قراءة في الأنساق الفكرية للرواية السعودية ، جامعة القصيم - المملكة العربية السعودية
29 جمعان بن عبد الكريم الغامدي : دراسة في أشكال الازدواج اللغوي في اللغة العربية جامعة الباحة - المملكة العربية السعودية
30 خالد بن صالح بن حمد الشبل : استخدام استراتيجية التفكير الإبداعي والابتكاري في حل المشكلات (نظرية TRIZ) في تعليم اللغة العربية في المرحلة الجامعية ، جامعة القصيم - المملكة العربية السعودية
31 رفيع بن غازي السلمي : قراءة في تجديد النحو (كتاب دراسات نقدية في النحو العربية لمحمد عبد الرحمن أيوب نموذجا)، جامعة الملك عبد العزيز - المملكة العربية السعودية
32 صالح بن حمــد السحيباني : تجربة العربية للجميع في مجال تدريب معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها في مختلف انحاء العالم ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - المملكة العربية السعودية
33 عاطف بن جواد النجار : اللغة العربية في عصر المعلومات: تعلم اللغة العربية كلغة ثانية واستخدام تقنيات الحاسب والشبكات ، جامعة ملك فهد للبترول والمعادن - المملكة العربية السعودية
34 عبد العزيز بن حميد بن محمد الحميد : الصلة بين العربيّة والعلوم ، كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - المملكة العربية السعودية
35 مضاوي بنت صالح بن حمد الحميده : "جيش التوشيح " لابن الخطيب بين تحقيقين : هلال ناجي وألن جونز ، جامعة تبوك - المملكة العربية السعودية
36 علي بن معيوف المعيوف : الخارطة التركيبية وتدريس النحو العربي : الجملة الاسمية نموذجا ، جامعة الملك سعود - المملكة العربية السعودية
37 إسحق رحمن - فاطمة تفزاده فرد : دراسة الأسلوب سيبويه في کتابه (الکتاب ) ، جامعة شيراز - إيران
38 عواطف حمزة خياط : مساهمة الأدب العربي المعاصر في غرس قيم المبادرة و القيادة لدى شباب المسلمين ، جامعة أم القرى - المملكة العربية السعودية
39 عوض بن حمد القوزي : تحقيق التراث بين سبق المستشرقين واجتهاد العرب المعاصرين ، جامعة الملك سعود - المملكة العربية السعودية
40 مطيع الله بن عواض السلمي : اهتمام النحاة المتأخرين باللفظ على حساب المعنى خلافاً للمتقدمين ، دراسة تاريخية نقدية ، جامعة الملك عبدالعزيز - المملكة العربية السعودية
41 فهد بن عبد الرحمن الرومي : أثرالقرآن الكريم في بقاء اللغة العربية وانتشارها ، جامعة الملك سعود - المملكة العربية السعودية
42 محمد حسن عبد المحسن بن أحمد : اللغة العربية بين مواجهة التحديات والطريق إلى العالمية ، جامعة حلب - سوريا
43 علي الطاهر عريبي : سياسة فرنسا الفرنكفوتية تجاه اللغة العربية الجزائر نموذجا ، جامعة الجبل الغربي - ليبيا
44 أكمل خضيري عبد الرحمن : جدلية استخدام لفظ الجلالة لغير المسلمين في ماليزيا من منظور الدراسات اللغوية والترجمة الحديثة ، الجامعة الإسلامية العالمية - ماليزيا
45 حنفي بن الحاج دللاه : أسباب انقراض الألفاظ العربية المقترضة في اللغة الملايوية - المعجم العربي الملايوي الثنائي – بحث في المادة المعجمية ، الجامعة الإسلامية العالمية - ماليزيا
46 نور حميمي بن زين الدين : تعليم مهارة الكتابة وتعلمها للطلبة غير المتخصصين في اللغة العربية عبر شبكة الإنترنت: برنامج ويكي نموذجاً ، الجامعة الإسلامية العالمية - ماليزيا
47 فابية حاج مامينج : روايات نجيب الكيلاني المختارة ومساهمتها في غرس قيم القيادة لدى الشباب المسلمين ، جامعة بترا ماليزيا - ماليزيا
48 عوض بن عبد الله القرني : تلقى الشعر الأندلس في صفحات الإنترنت الإسبانية : نونية ابن عربي نموذجا ، جامعة ملك خالد - المملكة العربية السعودية
49 مهدي مسعود : ضعف مهارة الكلام لدى المتخصصين في اللغة العربية بوصفها لغة ثانية : أسبابه وعلاجه ، الجامعة الإسلامية العالمية - ماليزيا
50 نصرالدين إبراهيم أحمد حسين : القصة الإسلاميّة الحديثة بين الأصالة والتجديد، قراءة سردية في قصة "عمر يظهر في القدس" للأديب الإسلامي نجيب الكيلاني ، الجامعة الإسلامية العالمية - ماليزيا
51 السيد علي محمد خضر : اللغة العربية والتحولات الرقمية ، جامعة المنصورة - مصر
52 سلوى حمادة معهد بحوث الإلكترونية : المعالجة الآلية للغة العربية ، مصر
53 محمد عبد العال الواقدي : الاقتصاد اللفظي ودوره في توليد الصيغ دراسة صوتية صرفية دلالية على النهاية لابن الأثير ، جامعة المنصورة - مصر
54 سليمان بن سيف الغتامي : تحديات تدريس اللغة العربية ومحدات انقراضها : واقعها ومقترحات مواجهتها ، جامعة السلطان قابوس - عُمان
55 عبد الله بن مسلم الهاشمي :دور تعليم الأدب العربي في تعزيز الوعي بالأمة وتنمية الهوية ، جامعة السلطان قابوس - عُمان
56 ناصر الدين ذيب أبو خضير : مشكلة لغة الإعلام العربي المعاصر : دراسة وتطبيق ، جامعة بيرزيت - فلسطين
57 أحمد حافظ عجوة : التعليم الإلكتروني.. بديلا عن الدراسة الصفية مع مرفقات صورية ، جريدة الشرق القطرية - قطر
58 خالد محمد مفتاح : الملكة اللغوية ، مركز الإبداع الثقافي - قطر
59 عمر أنور الزبداني : أهمية إحياء مخطوطات التراث العربي في الحفاظ على اللغة العربية ، موقع الشبكة الإسلامية - قطر
60 عبد العال عبد الودود محمد حمزة : دور مركز تقـانة المعلومات واللغات في نشر وتطور اللغة العربية ، جامعة الزعيم الازهري - السودان
61 حامد صادق قنيبي : مساهمة الشاعر (حسن الأمراني) في غرس قيم المبادرة وتزكية النفس لدى الشباب ، جامعة الإسراء - الأردن
62 حسين علي أحمد محافظة : تأثير الأزمات السياسية في تطور اللغة العربية ونهضتها (من بداية القرن 19 إلى منتصف القرن 20)، جامعة البلقاء التطبيقية - الأردن
63 محمد ماجد الدخيل : الضاد بين السلف والخلف ونقحرة حروف العربية أو رومنتها أو كرشنتها في ضوء بعض الدراسات اللغوية ، جامعة البلقاء التطبيقية - الأردن
-------------
وفيما يلي بيانات المشاركين من داخل إندونيسيا :
1 Zuriyati : معرفة النفس الإنسانية بالأدب المعاصر الإسلامي ( تحلبل الريليجي) ، UN Jakarta
Abdul Wahab Rosyidi : محمد بصرى علوي وجهوده فى تعليم العربية لغير الناطقين بها ، UIN Malang
Laily Fitriani : تدريس تاريخ الأدب العربي لغير الناطقين بها على المستوى الجامعي : المشكلة وعلاجها ، UIN Malang
R. Umi Baroroh : تعليم اللغة العربية للمبتدئين في إندونيسيا بغناء و أغنية ، UIN Yogyakarta
Muassomah : تطوير المادة لتعليم اللغة العربية في المدرسة الابتدائية ( الفصل الأول والثاني والثالث )، UIN Malang
Azman Ismail : أتشيه فى نظر الأدباء ، IAIN Ar-Raniry NAD
7 Nuryani : تطبيق مهارة الكلام لغير الناطقين باللغة العربية ، STAIN Tulungagung
Dewi Chamidah : تطوير منهج اللغة العربية للمدرسة الثانوية على أساس المدرسة العالمية ، UIN Malang
Syaiful Mustofa : التعليم الإلكتروني ودوره لمعلمي اللغة العربية ، UIN Malang
Syafaat : الفاعل عند سيبوبه والنحاة المحدثين ، UN Malang
Muhammad Ahsanuddin : انتفاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تعليم اللغة العربية ، UN Malang
Abdul Aziz : تربية اللغة العربية في المعاهد السلفية بأندونيسيا (دراسة تحليلية لمنهاج التدريس وطرقه في المعاهد السلفية)، UIN Malang
O. Hodijah :INOVASI METODE PEMBELAJARAN BAHASA ARAB UNTUK NON-ARAB: Catatan Sebuah Pengalaman ، UNPAD Bandung
Rikhlatul Ilmiah STAIN Tulungagung , Menggagas Bahan Ajar Bahasa Arab Adaptif
Muhammad Amin : نحو التوحيد المعياري لتدريس اللغة العربية في مرحلة التعليم العالي في إندونيسيا ، UIN Yogyakarta
Nur Hasaniyah : التعريب وألفاظ الحضارة ، UIN Malang
Zakiyah Arifa UIN Malang : رسم الخريطة الذهنية كاستراتيجية التعلم الإيجابي في تعليم اللغة العربية ، UN Malang
Hanik Mahliatussikah : الفصاحة والمنهج المعياري في مجتمع اللغة العربية ، UN Malang
Imam Asrori : الاستراتجيات التعلمية العامة لممارسة حفظ القرآن ، UN Malang
Mudazkkir Abdussalam : تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بوسيلة الكتاب الإلكتروني ما له و ما عليه ، UPI Bandung
Abdul Muta'ali : النظريات الدلالية في ضوء علم اللغة ، UI Depok
Irhamni : Terjemahan Jenggotan: Model Pembelajaran Bahasa Arab untuk Menguasai Gramatika Bahasa Arab dan Buku-buku Kebahasaan dan Keagamaan Abad Pertengahan (Kitab Kuning)
Shafruddin Tajuddin : دور الجانب الصوتي في تأدية معنى الألفاظ العربية ووضوح دلالتها ، UN Jakarta
Tajudin Nur : VERBA BERPREPOSISI DALAM BAHASA ARAB: ANALISIS STRUKTUR DAN SEMANTIK ، UNPAD Bandung

اتجاهات جديدة في مجال تعليم اللغة العربية في إندونيسي

marbun 4:21 م اضف تعليق
تحتل اللغة العربية فضل كونها لغة دينية ينطق بها القرآن الكريم مكانا نبيلا في المجتمع الإندونيسي. فعاشت فضل هذه المكانة النبيلة حياة تضمن وجودها منذ الأيام الأولى من دخولها في هذا البلاد المتزامن مع دخول الإسلام.

إلا أن حياتها المضمونة ومكانتها النبيلة كلغة دينية لم تعط شيئا يذكر لمسيرتها كلغة أجنبية. فلا يذهب بعيدا من قال إن كونها لغة دينية قد ذهب بكونها لغة أجنبية، لما يدلي به الواقع أن تعليم هذه اللغة بوصفها لغة أجنبية لا يربو على تعليمها كلغة دينية. فلا يسعى ما وضع لتعليمها من منهج ومادة وطريقة ووسيلة إلا لإكسابها لأجل الأهداف الدينية البحتة، وهي فهم القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وغيرهما من النصوص الدينية. فأصبحت هذه اللغة نتيجة ذلك منحصرة على المهمات الدينية والبيئات التربوية الإسلامية ومعزولة عن مجالات الاتصال الاجتماعي.


More

عوامل انتشار الإسلام في آسيا أندونيسيا أنمودجاً

marbun 4:17 م اضف تعليق

الدكتور عادل محيي الدين الألوسي

نائب عميد كلية الآداب ـ جامعة ذمار ـ اليمن


منهج البحث

يعكس البحث أموراً ثلاثة:

الأول: أن العرب وصلوا إلى هذه الأصقاع منذ وقت مبكر على جناح التجارة واستوطنوا هناك. وبعد القرن السابع الميلادي، تحولوا إلى دعاة للإسلام الحنيف الذي وجد فيه الأندونيسيون حلولاً شافية لما يعانونه من تمزق ديني وظلم اجتماعي. وهذا يفسر لنا الإقبال المنقطع النظير الذي حظي به الإسلام.

الثاني: إن شعوب جنوب شرقي آسيا (بورما ولاوس وفيتنام وكمبوديا وسيام أو تايلاند وشبه جزيرة الملايو، أي ماليزيا الغربية؛ وأرخبيل الملايو الذي يضم سنغافورة وأندونيسيا، أي جزائر الهند الشرقية؛ وسريلانكا، أي سيلان أو سرنديب، والهند والسند…) والشرق الأقصى (الصين واليابان والفلبين) تعرفت الإسلام واعتنقته سلمياً وتدريجياً بأسلوب الجدل والإقناع الذي يستند إلى الحكمة والمنطق والموعظة الحسنة.

والأمر الثالث: قابلية اللغة والثقافة العربيتين، وهما في ظل الإسلام، للانتشار في بلدان نائية تبعد عن الأرض العربية آلاف الأميال بحيث تركت بصمات واضحة في حياة تلك البلدان، ولا سيما أندونيسا.

يتناول بحثي ثلاث فقرات:

الأولى: بواكير صلات العرب بأندونيسيا.

الثانية: كيفية وصول الإسلام إلى أندونيسيا.

الثالثة: عوامل الأسلمة الأندونيسية.

وأملي وطيد في أن أوفق بإذن الله.



1 ـ بواكير صلات العرب بأندونيسيا

ابتداء صلات بلاد العرب بالشرق الأسيوي قديمة قدم حضارتي وادي الرافدين ووادي النيل، ربما تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد([1]). ركبت البحر على جناح التجارة عبر المحيط الهندي متخذةً من ضياء أكيلا (Acilla) الواقع على مقربة من رأس الخيمة (مسندم) في الخليج العربي منطلقاً لها. وفيما بعد تتابعت هجرات عرب جنوب شبه الجزيرة العربية في هذا الاتجاه. وتعد هجرة الحضارمة في الألف الرابع الميلادي، وعلى وجه التحديد قبيل انقراض الدولة الحميرية في اليمن، أعظم هجرة عربية منظمة إلى ربوع الشرق، حيث كون هؤلاء العرب في كوجرات التي يسميها العرب قزرات جالية كبيرة أطلق الهنود عليها اسم عربتو (Arabito)، ومنها انطلقوا صوب جزائر الهند الشرقية (أندونيسيا) والفلبين والصين([2]).

وترجع هجرتهم هذه إلى عوامل طبيعية تتمثل في قساوة مناخ جزيرة العرب الصحراوي الحار الجاف، فضلاً عن أزمات الجفاف التي كان نصيب حضرموت منها كبيراً([3]). وهناك من يرجع هجرتهم إلى أحداث سياسية تعرضت لها دولة الحميريين في اليمن أدت إلى تصدع الجبهة الداخلية وفقدان الأمن ووقوع البلاد تحت أطماع البيزنطيين والأمباس وأخيراً سيطرة الفرس([4]).

نزل هؤلاء الحضارمة أولاً في شواطئ سومطرة الشمالية الغربية، ومن ثم تسللوا إلى ثغور جاوة الشمالية وبقية الجزر الأخرى. لقد أثبتوا نشاطاً اقتصادياً لا يبارى وقدرة على الاتجار لا تجارى حتى وصلت سفنهم إلى أربعين سفينة تجوب أرخبيل الملايو ومكاسر الصين، وساعدهم على ذلك حسن معاملة الأندونيسيين لهم، مما شجعهم على استمرار تجاراتهم واستيطان بعضهم هناك. وكان لهؤلاء العرب النصيب الأوفر في نشر الإسلام لاحقاً ([5]).

هذه الفعاليات التجارية كانت بداية صلات العرب بالشرق الأقصى عموماً وبأندونيسيا على وجه الخصوص. ذلك بأن التجار العرب اتخذوا من الهند محطة توصلهم إلى سرنديب أولاً ثم إلى أندونيسيا ثانياً وإلى الصين وأطراف الشرق الأقصى أخيراً، وهو ما أكدته مؤلفات بلدانيِّينا أمثال سليمان التاجر في رحلته إلى الصين والهند والتي يرجع زمنها إلى سنة 237 هـ/ 851 م، وابن خرداذبة في مؤلفه أو دليله السياحي "المسالك والممالك" أواخر القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، والمسعودي في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" الذي ألفه في حدود النصف الثاني من القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي ([6]).

يؤكد Chau Ju-Kua، وهو خبير متمرس بشؤون التجارة الخارجية في ميناء خانقو (كانتون) إبان القرن الرابع الهجري. ومن خلال عمله دوَّن كتابً بالصينية سماه "جوفان جي إي إي" ("تذكرة عن الأمم الأجنبية"): »إن الطريق البحري إلى الصين لابد من أن يمر عبر San-Fots، أي بالمبانغ في الساحل الشرقي لسومطرة التي يصفها بممر الأمم ومخزن تجارات العالم« ([7]). وثنى على هذه الأهمية ابن بطوطة الذي زعم أنه مر في طريق عودته من الصين بأندونيسيا بقوله ([8]):



بعد أن غادرت ميناء الزيتون ـ وهو ميناء اجوان شو في فوكين ـ جنوب الصين. وبعد شهرين وصلنا إلى الجاوة ونزلنا في سومطرة وقضيت فيها شهرين سافرت بعدها فوصلت بعد أربعين يوماً إلى كولم ـ أي كويلون ـ ومنها إلى قالقوط (ربما هي كلكتا الآن) ومنها إلى ظفار ومنها إلى مسقط.



كشفت التنقيبات الآثارية التي قامت بها وزارة الثقافة الأندونيسية عن ثلاثة آلاف رقيم حجري ومعدني مكتوبة بالعربية([9]) بعضها منقوش عليه بالخط المسند الحميري، والبعض الآخر عبارة عن شواهد قبور مدون عليها أبيات من الشعر العربي معلمة بالتاريخ الهجري. فقد كتب على قبر ابن عم الملك الكامل والذي كان داعية أسلم على يده كثير من أهل سومطرة الغربية الأبيات التالية ([10]):

إنمـا الدنيـا فنـاء ليس للدنيـا ثبوت

ولقد يكفيـك منها أيها الطـالب قـوت

إنمـا الدنيـا كبيت نسجته العنكبـوت

ليـس إلاَّ في قليـل كل ما فيهـا يمـوت

وتشكل الدراسات الجادة التي قام بها ثلاثة من المؤرخين الأندونيسيين مؤخراً أهمية خاصة. فقد أثبتت هذه الدراسات وجود التجار العرب في شواطئ سومطرة الشمالية وبالذات في أتشيه (Atjeh) قبل مجيء الإسلام حتى أن هذه الدراسات أطلقت عليها »الواجهة العربية في أندونيسيا« وأنه بظهور الإسلام تحول معظم هؤلاء المستوطنين إلى دعاة للدين الجديد. من هذه الدراسات ما ذكره البروفسور قدر الله الفاطمي الذي لخص تاريخ دخول الإسلام إلى أندونيسيا على النحو التالي([11]):

1 ـ أول اتصال جرى بين المسلمين والأندونيسيين كان عام 55 هـ/ 674 م.

2 ـ وصل الإسلام إلى مدن السواحل، أي سواحل سومطرة الشمالية منذ سنة 59 هـ/ 678 م.

3 ـ نال الإسلام السلطة السياسية وانتشر في أندونيسيا عام 602 هـ/ 1205 م.

أما الأستاذ نجيب الغطاس، فقد أكد أن أقدم المخطوطات التي تحدثت عن استيطان العرب المسلمين للأرخبيل الأندونيسيّ هي عبارة عن تقارير صينية، في حين ذهب الأستاذ محمد حسين نانيا إل أن وصول الإسلام إلى أندونيسيا قد حدث زمن الرسولr.



2 ـ بواكير صلات العرب بأندونيسيا

من المناسب أن نطرح جانباً احتمال أن يكون الإسلام قد دخل إلى أندونيسيا عن طريق المبشرين. ذلك بأن كلمة »مبشر« أو »إرسالية« (Missionary) لا وجود لها إلا في الدين المسيحي، فليس في الإسلام كنيسة أو رئاسة بابوية، بل هناك دين يتداخل مع الدولة يمثله الرسولr أو الخليفة الذي يجمع السلطتين الدينية والدنيوية، وأن انتشار الإسلام كان بطريقتين: إحداهما الفتح وفرضه بالقوة العسكرية إن لم تنفع الوسائل الإرضائية، ومن ثم دخول سكان البلاد المفتوحة في دين الدولة التي رعت مصالحهم وكفلت حقوقهم ناهيك عن الإيجابية التي تحلت بها العقيدة الإسلامية السمحاء، وهذا النمط في نشر الدعوة لم تتجاوز حدوده سواحل الهند. ومرد ذلك إلى البعد وضعف إمكانات الدولة البحرية إن لم نقل تهيبها من البحر ومخاطره. هنا يبرز السؤال: كيف وصل الإسلام إلى أندونيسيا؟

بالتأكيد، الإجابة تفرض نفسها؛ إذ لا وسيلة لهذا الوصول إلا بالطريق السلمي الذي تعد التجارة مرتكزه الأساسي. فطبيعة هذه الفعالية تتطلب انفتاحاً على الناس وتقرباً إليهم بإظهار الخلق والمعاملة الحسنة وبالصداقة وأحياناً بالزواد والمصاهرة التي كثيراً ما تنتهي بالاستيطان([12]). وهذا ما درج عليه العرب الحضارمة الذين وصلت طلائعهم إلى جزائر الهند الشرقية (أندونيسيا) منذ عهد مبكر يرجع إلى ثلاثة قرون سبقت الإسلام([13]). هذا، إذا كان التاجر ينشد الاتجار وسيلة عيش وربح ليس غير. أما إذا كان التاجر مسيساً يدعو لمعتقد، فلابد ـ والحالة هذه ـ من توافر قدر معين من المنطق يمكن أن يستعمله التاجر لبث ما يحمله من أفكار أو معتقدات؛ وهذا ما حدث للتجار الدعاة الذين نشروا الإسلام في هذه الأصقاع بالمنطق والمجادلة والموعظة الحسنة والإقناع مستندين في ذلك إلى قوله تعالى: }ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن{ ([14]).

وبشأن وصول الإسلام إلى أندونيسيا، نطرح الآراء التالية:

ـ الرأي الأول: يفترض أن التجار العرب ـ والحضارمة في مقدمتهم ـ هم أول من حمل الإسلام إلى »أرض الهند«([15]) وأندونيسيا منه. وبعد ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي وتنامي قوته وتبلور مفاهيمه، تحول معظم هؤلاء التجار من العرب ـ وبعضهم كان قد استوطن ـ إلى دعاة لنشر الإسلام في أندونيسيا، وفي ذلك ضمان لمصالحهم التجارية وإبقاء لعقيدتهم التي آمنوا بها([16]).

لقد وفد الإسلام إلى أندونيسيا بين تيارات متعددة صينية وهندية وعربية وأوربية، تياراً متدفقاً سليماً وتدريجياً وساطته التجارة، ولكنه فعال في تأثيره وانتشاره. وذلك يعود إلى اعتناق الدين قبل تعلم شعائره وتفصيلاته، لأنه في وقت ما بدا متلائماً مع أسلوب الحياة الدارج وكأن العملية بكل ما فيها من أساسيات محاولة للتوفيق بين الإسلام الوافد والأنموذج الأندونيسي القائم. وهذا الفهم يفسر لنا ظاهرتين رافقتا دخول الإسلام إلى هذه الجزر، أولاهما: الإقبال المنقطع النظير الذي لقيه الإسلام حتى صار خلال قرون تلت دين الأغلبية الساحقة؛ وثانيتهما: أندونيسية الإسلام، أو بعبارة أخرى الخصوصية الأندونيسية التي فرضت نفسها لا في جوهر الإسلام المنصوص عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي لا مجال للتحريف والوضع فيها، ولكن في الشكل العام طقوساً وممارسات يومية([17]).

ـ الرأي الثاني: يفترض أن الدعاة الهنود هم أول من نشروا الإسلام في أرخبيل الملايو([18]). ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن معرفة الهنود بأندونيسيا قديمة تمتد إلى بداية القرن الأول الميلادي. وخلال القرون التي تلت ظل الهنود يتجولون على طول شواطئ الأرخبيل تجّاراً ودعاة للهندوسية. وخلال ذلك، كانت الحضارة الأندونيسية تعرف بالحضارة الهندو ـ جاوية([19]). فاللغة السنسكريتية التي حملها الهنود أضافت إلى اللغة الملاوية مفردات أسهمت في تكوين لغة أندونسيا المعاصرة (Bahasd)؛ كما أن هناك دلائل اجتماعية منتشرة في سومطرة تعود في أصولها إلى العادات والتقاليد الهندية مثل الرقص والموسيقى والنحت والأدب والهندسة المعمارية ونظام الطبقة الدينية المتميزة، أي نظام القسس، ونظام المجاميع الاقتصادية ذات الاستقلال الذاتي([20]). ويذكرون التشابه المذهبي السائد في أندونيسيا والمتمثل في الشافعية التي يرجحون أنها انتقلت إليهم في سواحل كروماندل وملابار في الهند، فضلاً عن أن شكل الإسلام الشعبي بخصوصيته الأندونيسية وصفته الصوفية لها ما يشابهها تماماً في بلاد الهند([21]). وأخيراً، يفزع أصحاب هذا الرأي إلى الأدلة المادية ومنها المخطوطة التي وجدت في قرية سمدرة في ساحل سومطرة الشمالي الشرقي، وهي شهادة وفاة تكريمية مكتوبة على شاهد ضريح سلطان مالك الصالح الحاكم المسلم المتوفى في العام 696 هـ/ 1297 م. وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على هذه المخطوطة أن الحجر قد جلب من سواحل الهند الغربية بوساطة التجار الهنود الذين اعتنقوا الإسلام وتحولوا إلى دعاة للإسلام في أندونيسيا([22]).

ـ الرأي الثالث: ومفاده أن الإسلام دخل إلى أندونيسيا على يد الدعاة الفرس. وأصحاب هذا الرأي يستندون إلى حجج ودلائل، منها الخبرة التجارية التي عرف بها الإيرانيون. وعلى زعم حمزة الأصفهاني([23])، فإن أسطول الساسانيين زمن كسرى أنوشروان قد وصل إلى سواحل سرنديب، قبيل ظهور النفوذ البحري الإسلامي. حتى إن أهل الصين أطلقوا تسمية فارس (Pi-Se) على كل القادمين من منطقة الخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية([24]). وفي هذا الصدد يذكرون أن هناك حروفاً وكلمات فارسية لها ما يشابهها في الفارسية، وأنه كان في حاشية ملك أتشيه فارسيان أحدهما في سيراز والآخر في أصفهان([25])، وأن مولانا ملك إبراهيم الذي يعد من أوائل الدعاة الذين نشروا الإسلام في جاوة، قد جاء من إيران([26])، مع أن الدراسات التي قام بها المؤرخان الهولنديان كرن (Kren) وموكيت (Moquette)على قبر هذا الداعية قد أثبتت أنه كان تاجراً ثرياً، ولكنه ليس فارسياً بالضرورة([27]).

ـ الرأي الرابع: يفترض أن الإسلام دخل إلى أندونيسيا بوساطة التجار الأندلسيين أنفسهم الذين وصل بعضهم بتجاراته إلى الخليج العربي منذ القرن السابع الميلادي، وكانت لهم علاقات رفاقية ومصالح متبادلة مع التجار المسلمين من الهنود ةالصينيِّين والعرب([28]). لقد أسهم التجار الأندونيسيون بدور ثانوي، ولكنه مهم في دخول أبناء جلدتهم في الإسلام؛ ذلك بأن الدعاة التجار بمختلف جنسياتهم كانوا قد احتكوا بالأهالي، وهؤلاء بدورهم لقنوه أفراد عائلاتهم ومنهم إلى أصدقائهم وعملائهم وهلم جرّاً، وهذا ما حدث في جاوة وبقية الجهات الشرقية([29]).

ويمكن أن نقسم الدعاة الذين شكلوا نواة الدعوة الإسلامية في أندونيسيا إلى: عرب سبق أن استوطنوا سواحل سومطرة الشمالية الغربية منذ القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، منهم من اعتنق الإسلام وهو في بلاد المهجر أو من حمله معه إلى هناك في هجرته؛ وإلى تجار غير عرب من جنسيات مختلفة نقلوا إسلامهم مع تجارتهم التي وصلوا بها إلى سواحل الأرخبيل([30]).


3 ـ عوامل الأسلمة الأندونسية

ظاهرة تحول أندونيسيا السريع نحو الإسلام ظاهرة لافاتة للنظر، ونرى أنها ترجع إلى عدة عوامل.

وفي مقدمة هذه العوامل العامل الديني المتمثل في عقيدة الإسلام ومبادئه التي دعت إلى رفع شأن انفرد وتحقيق ذاته، والقضاء على سلطة الكهنة البراهميين والنظام الطبقي الهندوكي، فضلاً عن أن الإسلام أشبع ميول السكان المحليين الروحية. فقد كان ممثلاً للسلطة في أشخاص الحكام المسلمين، وممثلاً للحضارة في أشخاص التجار الوافدين([31]). إن معتقدات المسلمين الصوفية وجدت توافقاً إلى حد ما مع المعتقدات الأندونيسية القديمة التي تميل إلى الفلسفة الغيبية كالإيمان بإلاهات الحسن الثلاث: الجمال والفنون والمهارات وهي على الأكثر تركة هندوسية، وإن الأساس الذي قامت عليه هذه المعتقدات هو ما يعرف بالحيوية (Animism) التي تشكل الأساس لكل تصورات الأندونيسيين الدينية القائمة على فكرة أن كل تقلبات الطبيعة ومظاهرها هي نتيجة لعمل قوى غيبية (فوق الطبيعة) وأغلبها أرواح شريرة يمكن إرضاؤها وتجنب غضبها بمنتهى الحذر والتعقل، وأن المكونات الأساسية لهذا الدين الأندونيسي قائمة على اعتقادين([32]): اعتقاد مفاده أن كل حي له نفس (soul) هي قوة حياته؛ وهي وإن كانت واحدة عند الجميع، فإنها قد تكون أقوى في واحد دون آخر أو إنها أكثر تمركزاً في جزء من أجزاء جسم الإنسان منه في جزء آخر. واعتقاد ثانٍ يؤمن بوجود نفس فردية تلازم الشخص الحي طوال حياته؛ وعند موته تبقى ملازمة للأماكن التي كان فيها أو ما يجاورها، وإن هذه النفس لا تنسحب من الاهتمام بشؤون الجماعة بل تبقى مهتمة بها ومشاركة فيها، وإن هذه النفس تغضب إذا ما خرج الأبناء على عادات الأجداد أو كفوا عن تأدية الواجبات لهذه الأرواح؛ ولذلك يحرص الأندونيسيون على المحافظة على قيمهم القديمة من خلال عبادة الأجداد والتمسك بالتراث.

لقد تجنب الإسلام استفزاز الخصوصيات التي تشبث بها السكان المحليون. وبعبارة أدق، صار الحل إلى توفيق أو قلْ تكييف بعض العادات والتقاليد بما يتقارب أو ينسجم مع مبادئ الدين الإسلامي. وبالطبع، إن عملية التوفيق لم تكن على حساب الركائز الدينية للإسلام، ونعني بها الفرائض الخمس: فمقابل التشدد في الإقرار بوحدانية الله ونبوّة محمد بن عبد الله r وترديد شعار الأسلمة (الشهادة) وإتيان واجبات العبادة المقدسة (الصلاة)، كانت هناك مرونة في تمرير روحانيات لا تتعلق بجوهر الإسلام([33]).

ثم العامل السياسي المتمثل في الصراع الداخلي بين الدويلات والإمارات الأندونيسية أولاً، وصراع هذه الكيانات المستمر ضد السلطة المركزية الهندوكية ثانياً. أسهم هذا العامل في دفع بعض أمراء هذه الدويلات وزعمائها ونبلائها إلى اعتناق الإسلام بوصفه سلاحاً فعالاً ضد الهندوك يحظى بتأييد شعبي يمكن أن نتلمسه في الإقبال الشديد الذي لقيه الإسلام بين السكان المحليين الذي خفف من اختلافاتهم العنصرية والعصبية والمصلحية في وحدة وطنية تنشد التحرر من السيطرة الأجنبية وبناء أندونيسيا المسلمة([34]).

وضمن هذا العامل تأتي الانتصارات المتلاحقة التي حققتها الدولة العربية الإسلامية في المجال السياسي والعسكري بصفتها قوة متوثبة أسقطت الكسروية الساسانية وكسرت شوكة الإمبراطورية البيزنطية وحررت الأراضي العربية التي أنَّتْ من سيطرتهما الطويلة. هذا المد الإسلامي انعكس إيجاباً ليس على حكام الدويلات الأندونيسية فقط، بل على كل حكومات جنوب شرقي آسيا والشرق الأقصى بشكل تسابقت معه هذه الحكومات عموماً على كسب ود الخلافة العربية الإسلامية التي حرصت بدورها على إقامة أحسن العلائق مع هذه الحكومات. ولا أدل على ذلك من كثرة السفارات والوفود المتبادلة بين الطرفين والتي وصلت إلى أكثر من ثلاثين سفارة وصلت إلى تلك البلاد النائية في العصرين الأموي والعباسي([35]). هذه الإيجابيات سهلت من مهمة الدعاة المسلمين على المستويين الشعبي والرسمي.

ومن العوامل التي أسهمت في الأسلمة الأندونيسية، العامل الاقتصادي الذي تمثله التجارة النشيطة بين جزر الأرخبيل أو التي تتجاوز المياه الأندونيسية إلى الصين والهند والخليج العربي، والتي يعول عليها بوصفها مصدراً للربح وزيادة الدخول عن طريق المكوس والضرائب المفروضة على التجارات التي تمر بموانئهم فضلاً عن البضائع المصدرة والمستوردة. ويلاحظ أن معظم من زاول التجارة كانوا من حكام المقاطعات والأمراء والنبلاء. ولما كانت التجارة عبر المحيط الهندي بيد العرب، فقد سعى التجار الآسيويون، ولا سيما الأندونيسيون منهم، إلى كسب صداقة التجار المسلمين؛ مما أدى بشكل أو بآخر إلى قبول بعض التجار أمراء ونبلاء بالدين الجديد. وهناك رواية تزعم أن سلطان باساي المسلم فتح أسواقه لحاكم مالقا مقابل إسلام الأخير([36]). وفي هذا الصدد، لابد لنا من أن ننوه بأن قيام الدولة العباسية، وانتقال مركز الخلافة إلى العراق وبناء بغداد، وتوسع وظائف ميناء البصرة التجارية، ونشوء علائق صداقة بين خلفاء بني العباس ومعاصريهم من حكام جنوب شرق آسيا والصين، وما صار إليه المجتمع العربي الإسلامي من تطور وتمدن، وما رافق ذلك من تعدد في الحاجات وزيادة في نسب الاستهلاك على نطاق الفرد والجماعة والدولة التي صارت السوق الأعظم للتجار، كما يقول ابن خلدون([37])، وما فرضه الإسلام من حج وحضه على الرحلة وطلب العلم، واهتمام بني العباس ببلدان الشرق وجهودهم في تأمين الطريق البحري الموصل إلى هذه البلدان، وما إلى ذلك من عوامل شجعت على ازدهار التجارة الإسلامية التي اتخذت من الخليج العربي والمحيط الهندي مسرحاً لنشاطها، ومن بغداد والبصرة منطلقاً لهذا النشاط التجاري المحموم([38]).

لقد وجد الأندونيسيون، تجاراً وصناعاً وفقراء عموماً، في الإسلام ديناً يمنحهم العدل والمساواة ومتنفساً يخلصهم من سيطرة الطبقات المستغلة بما أحياه فيهم من دينامية غذت العملية الثورية في أندونيسيا.

إن الرأي القائل بأن العاملين الاقتصادي والسياسي كانا الأساس في انتشار الإسلام في أندونيسيا، كما ذهب إلى ذلك فان لير، بتأكيده دور الطبقة الأرستقراطية والفئة الحاكمة، ويغفل ـ بقصد أو من غير قصد ـ خاصية الإسلام الإصلاحية الشاملة لكل نواحي الحياة، وأسلوبه الإقناعي الذي بدا في وقت ما ملائماً لنمط الحياة الأندونيسية الدارجة([39]).

إلى جانب ما ذكرنا، هناك عوامل أسهمت في هذه الأسلمة، منها أن التجار العرب استفادوا من الخبرة التي كونوها عن المجتمع الهندي الذي وطئته أقدامهم أول مرة في التكيف مع المجتمع الأندونيسي الذي يشبه إلى حد ما المجتمع الهندي([40])، مما أسهم في ارتفاع معنوياتهم وتحسن أوضاعهم النفسية فضلاً عن أن بعض التجار كانوا هنوداً مسلمين ولا يستبعد أن يكونوا أندونيسيين اعتنقوا الإسلام وأخذوا يدعون له. ثم إن طبيعة التجارة آنذاك يغلب عليها طابع المقايضة وتخلو من التنافس الرأسمالي ـ هذا النمط الاجتماعي والاقتصادي قرب، أو قلَّ حبب للمغترب فكرة التأقلم والاستيطان، وهو ما حدث مع بعض التجار المسلمين كما حدث لسابقيهم أو معاصريهم من الصينيين والهنود والإيرانيين مع فارق عنصر المؤاخاة والسواسية التي يؤمن بها الإسلام([41]). وكان لإغلاق ميناء خانقو (كانتون) في الصين دون التجار العرب والأجانب في أعقاب الاضطرابات والفتن الداخلية التي اجتاحت سواحل الصين الجنوبية بثورة أنلوشان عام 139 هـ/ 756 م، ونهب كاننتون عام 141 هـ، وأخيراً سقوط أسرة تانغ عام 294 هـ/ 906 م([42])، أثر في تحول طرق التجارة إلى موانئ أرخبيل الملايو، وصارت كله بار على الساحل لشبه جزيرة ملقا (سنغافورة الحالية) آخر نقطة تصلها السفن القادمة من الخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية([43]). هذا التحول انعكس إيجاباً في ازدياد أهمية الموانئ الأندونيسية أولاً، وفي ازدهار التجارة العربية الأندونيسية ثانياً، مما أدى إلى تغلغل التجار العرب المسلمين في المجتمع الأندونيسي وبالتالي دخول عدد كبير من الأندونيسيين في الإسلام.

وأخيراً، نشير إلى

([44])



»

«

»يروموك«

r




2 ـ بواكير صلات العرب بأندونيسيا

من المناسب أن نطرح جانباً احتمال أن يكون الإسلام قد دخل إلى أندونيسيا عن طريق المبشرين. ذلك بأن كلمة




([1]) حوراني جورج مغنلو، العرب والملاحة في المحيط الهندي في العصور القديمة وأوائل القرون الوسطى، دار الكتاب بمصر، 1958، ص. 1.

([2]) صلاح الدين البكري، "هجرة العرب إلى أندونيسيا"، ضمن مجلة الثقافة العربية المصرية، العدد 386، سنة 1946، ص. 19.

([3]) عادل محيي الدين الألوسي، تجارة العراق البحرية مع أندونيسيا حتى أواخر ق 7 هـ، بغداد، الشؤون الثقافية، 1984، ص. 127.

([4]) محمد إسماعيل الندوي، تاريخ الصلات بين الهند والبلاد العربية، دار فتح، بيروت، د. ت.، ص. 18.

([5]) البكري، مقال مذكور، ص. 20.

([6]) عادل محيي الدين الألوسي، العروبة والإسلام في جنوب شرقي آسيا، بغداد، الشؤون الثقافية، 1988، ص. 47.

([7]) The Chinese and Arab Trade in the Twelfth and Thirteenth Centuries, Translated by Hirth and Rock Hill, Amsterdam, 1966, p. 193.

([8]) شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الطندي ابن بطوطة (ت 779 عـ/ 1377 م)، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، مصر، 1964، ج 2، ص. 152.

([9]) Soedjamoko, An Introduction to Indonesian Historiography, New York, p. 48.

([10]) فيصل السامر، الأصول التاريخية للحضارة العربية الإسلامية في الشرق الأقصى، دار الطليعة، باريس، 1977، ص. 66.

([11]) وزارة الشؤون الدينية الأندونيسية، لمحة عن أندونيسيا، 1979، ص. 14.

([12]) Bernard H. M. Viekke, Nustantara : A History of Indonesia, Bandung, 1959, p. 83.

([13]) Wilford T. Nell, Twentieth Century Indonesia, Ney York and London, 1973, p. 250.

([14]) الآية 125 من سورة النحل.

([15]) "أرض الهند" تسمية أطلقتها مصادرنا التاريخية والبلدانية. وتمتد من الهند لتشمل معظم البلدان الواقعة إلى الشرق من شبه القارة الهندية. (يراجع أيضاً: القاموس السياسي، دار النهضة العربية، 1968، ص. 680).

([16]) صلاح الدين البكري، حضرموت السياسي، مصر، 1935، ص. 240.

([17]) نيووينهويجزه، "أندونيسيا"، تراث الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم وعبد المجيد عابدين، مصر، 1957، ص. 402.

([18]) سير توماس أرنولد، الدعوة إلى الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم وعبد المجيد عابدين، مصر، 1957، ص. 402.

([19])Dorothy Woodman, The Republic of Indonesia, London, 1955, p. 131.

([20]) Op. cit., p. 132.

([21])

([22])

([23])

([24])

([25]) محاضرة عن جزر الهند الشرقية الهولندية، ألقاها إسماعيل الغطاس في نادي الشبان المسلمين بمصر، 1929، نشرت ضمن كتاب حاضر العالم الإسلامي، ص. 367.

([26]) M. C. Ricklefs, Jogjakarta under Sultan Mangkubumi 1749-1792, London, 1974, p. 3.

([27]) Soedjamoko, p. 82.

([28]) جوجيين تجوان، "الوضع التجاري المتغير للصين في جنوب شرقي آسيا"، ترجمة محمد اينش، ضمن المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية، ع 8، السنة الثانية، يوليو ـ سبتمبر، 1972، ص. 57.

([29]) Soedjamoko, p. 30.

([30]) Ricklefs, p. 2.

([31])

([32])

([33]) Nell, p. 254.

([34]) فيصل السامر، "الإسلام في أندونيسيا"، ضمن مجلة الأقلام، السنة الخامسة، آذار 1969، ص. 13.

([35]) F. R. S. Jpseph Needham, Sciences and Civilisation in China, Cambridge, 1971, vol. I, p. 215.

([36]) M. Allen Sierers, The mystical World of Indonesia, London, 1974, p. 44.

([37]) عبد الرحمن بن محمد الحضرمي ابن خلدون (ت 808 هـ/ 1405 م)، المقدمة، إحياء التراث، بيروت، د. ت.، ص. 55.

([38]) عادل محيي الدين الألوسي، تجارة العراق…، ص. 19 وما بعدها.

([39]) مقالة "أندونيسيا"، ضمن تراث الإسلام، ص. 214.

([40]) moko, p. 30. Soedja.

([41]) Op. cit., p. 43.

([42])

([43])

([44
])

مؤتمر في أندونيسيا: اللغة العربية بين الانقراض و التطور- التحديات والتوقعات

marbun 4:13 م اضف تعليق
اللغة العربية بين الانقراض و التطور- التحديات والتوقعات

جاكرتا 22-25 يوليو 2010


فضيلة الأستاذ الدكتور ................. المحترم

تحية طيبة مباركة..... و بعد
فيسرنا دعوة سيادتكم لحضور المؤتمر الدولي الذي ستعقده جامعة الأزهر الإندونيسية بالتعاون مع اتحاد مدرسي اللغة العربية بإندونيسيا تحت عنوان : " اللغة العربية بين الانقراض و التطور- التحديات والتوقعات " الذي سينعقد في رحاب جامعة الأزهر الإندونيسية بمدينة جاكرتا و ذلك في الفترة ما بين 22-25 يوليو 2010، ويعود اختيار هذا العنوان موضوعا للمؤتمر إلى الرغبة في :
1. مناقشة الاستراتيجيات للنهوض بدور اللغة العربية الحضاري لمواكبة التحديث وعصر المعلومات والتكنولوجيا.
2. مناقشة الاستراتيجيات للنهوض بدور اللغة العربية سياسيا واقتصاديا لمواكبة عصر العولمة والسوق الحرة.
3. مناقشة الاستراتيجيات للنهوض بتعليم اللغة العربية لأبناءها وغير أبناءها لمواجهة السوق الحرة.
و من هنا فإننا حريصون على مشاركة سيادتكم في هذا المؤتمر و نأمل أن ترسلوا لنا استمارة المشاركة لمعرفة نوع إسهامكم العلمي في هذا المؤتمر و كذلك ملخص البحث الذي ستشاركون به في موعد أقصاه 15 يونيو 2010 على أن يرسل البحث كاملا في موعد أقصاه 1 يوليو 2010 حتى يتسني لنا طباعة هذه البحوث في الكتاب التذكاري. و مرفق طيه محاور المؤتمر و استمارة المشاركة و رسم الاشتراك والتسجيل.
و تفضلوا بقبول فائق الاحترام

رئيس اللجنة رئيس اتحاد مدرسي اللغة العربية
د.فيصل هندرا عبدالرحمن أ،د، شمس الهادي

محاور المؤتمر
سيعالج المؤتمر قضايا هامة تتعلق بالمحاور التالية :
1-الاستراتيجيات للنهوض بالدور الحضاري للغة العربية وأدابها لمواكبة التحديث وعصر المعلومات والتكنولوجيا
أ‌- أوضاع اللغة العربية ومحاولات لتطويرها وإثراء ها
ب‌- الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة
ت‌- الخطاب الديني : بين القراءة الكلاسيكية والحديثة
ث‌- الترجمة ودورها في نشر الثقافة العالمية المشتركة
ج‌- تحقيق المخطوطات :محاولات لإحياء التراث العربي
ح‌- جهود علماء جنوب شرق آسيا في القرن الثامن عشر حتى الواحد والعشرين لخدمة اللغة العربية وآدابها
خ‌- اللغة العربية و العصر الرقمي
د‌- مساهمة الأدب العربي المعاصر في غرس قيم القيادة والمبادرة لدى الشباب المسلمين

2- الاستراتيجيات للارتقاء بتعليم اللغة العربية لأبناءها وغير أبنائها لمواجهة السوق الحرة
أ‌- تصميم مناهج تدريس اللغة العربية لأغراض مهنية
ب‌- طرق تدريس العربية لأغراض مهنية
ت‌- تصميم المعينات والوسائل التعليمية لتدريس العربية لأغراض مهنية
ث‌- تعليم العربية وسوق العمل
ج‌- تقويم برنامج تعليم العربية لغير العرب
ح‌- معيارية القدرة اللغوية في اللغة العربية
خ‌- أزمة اللغة العربية في الشرق الأوسط
د‌- جهود علماء جنوب شرق آسيا لخدمة تعليم العربية لغير العرب

3- الاستراتيجيات للنهوض بدور اللغة العربية في المحافل العالمية
أ‌- اللغة العربية في المنتديات و الملتقيات العالمية
ب‌- اللغة العربية و التجارة العالمية
ت‌- تأثير قضايا الشرق الأوسط في ازدياد الإقبال على تعلمها
ث‌- سياسة الدول العربية تجاه اللغة العربية ونشرها
ج‌- جهود اللغويين العرب و غير العرب في تأليف المعاجم السياسية و الغقتصادية من وإلى اللغة العربية
ح‌- تأثير الأزمة السياسية و الاقتصادية في تطور اللغة العربية
خ‌- سياسة الدول غير العربية تجاه اللغة العربية

معايير البحوث
1- أن يكون حجم الخط في كتابة البحث (14)، وأما الحواشي فتكون بحجم (11). على نظام ويندوز بخط (Traditional Arabic)، مع ترك مسافة 2.5 سم في جوانب الصفحة الأربعة، وأن يتراوح البحث ما بين(15) إلى (20) صفحة.
2- أن يذكر في أعلى الصفحة عنوان البحث و اسم الكاتب و الجهة الموفدة
3- أن يعالج البحث لب الموضوع دون الإطالة أو الإسهاب فيما لا يتعلق به
4- أن يكتب الهوامش أو التذييل بشكل FOOTNOTEوليس ENDNOTE
5- أن يرفق البـاحثُ مع بحثه سيرةً ذاتيةً له، وصورةً حديثة، وتُرسـلُ بالبريد الالكتروني
6- أن يذكر البحث التوصات المترتبة من بحثه في ختام البحث
7- جميع بحوث المؤتمر تُعرض للتحكيم وَفْقَ الشروط المتبعة أكاديميًا
8- و يرسل الملخص أو البحث الكامل عبر البريد الإليكتروني: sekjen_imla@yahoo.co.idأو arab_fs@uai.ac.id

رسم الاشتراك
1- المشارك من خارج إندونيسيا 350 دولار أمركي و يغطي هذا الرسم الفندق والوجبات لمدة 3 ليال و حقيبة المؤتمر و مجموعة البحوث المطبوعة و التنقلات من و إلى مكان المؤتمر و الفندق.
2- المشارك من داخل إندونيسيا 600 ألف روبية و يغطي هذا الرسم التسجيل و الفندق مدة ليلتين والوجبات وحقيبة المؤتمر دون مجموعة البحوث.

الاتصال
1- د.فيصل هندرا ( رئيس اللجنة) :006281514447321
2- د. أندي هاديانتو (الأمين العام لاتحاد مدرسي اللغة العربية) : 006285281455274
3- د. أحمد سيوطي نسوتيون (قسم البرنامج) : 006281316453846
4- أ. نور حزب الله (سكريتير اللجنة ) : 006285214214210



استمارة المشاركة
المرتمر الدولي للغة العربية
اللغة العربية بين الانقراض والتطور- التحديات والتوقعات
22-24 يوليو 2010
اسم المشارك :

الوظيفة :

العنوان :

عنوان المكتب :



التلفون :

البريد الإلكتروني:

نوع المشاركة : المشارك فقط / المشارك بالبحث دون إلقاء / المشارك بالبحث مع الإلقاء

عنوان البحث :

رسم الاشتراك : 350 دولار أمريكي (ويغطي الرسم الفندق وحقيبة المؤتمر والوجبات ومجموعة
البحوث والتنقلات الداخلية لمدة 3 ليال)

عنوان المراسلة
قسم اللغة العربية، كلية الأداب جامعة الأزهر إندونيسيا، مجمع مسجد الأزهر الجامع
شارع سيسيغا مانغاراجا، كبايوران بارو، جاكرتا الجنوبية 12110
Jurusan Sastra Arab, Fakultas Sastra, Universitas Al Azhar Indonesia. Komplek Masjid Agung Al Azhar, Jln. Sisingamangaraja, Kebayoran Baru, Jakarta Selatan, 12110
هاتف . 021-727 92753, 021-724 4456 فاكس . 021- 7244767
www.imlaindonesia.com, www.uai.ac.id,Email: sekjen_imla@yahoo.co.id: arab_fs@uai.ac.id

مؤتمر: "اللغة العربية من المنظور الثقافي والاجتماعي" - أندونيسيا

marbun 4:08 م اضف تعليق

مؤتمر: اللغة العربية من المنظور الثقافي والاجتماعي
12-14 أكتوبر 2009
ميدان - أندونيسيا
قسم اللغة العربية وآدابها كلية اللغات والفنون جامعة جاكرتا الحكومية Universitas Negeri Jakarta جاكرتا إندونيسيا
الهاتف: 00622147881925/26
الفاكس :0062214753655
البريد الاليكتروني :sekjen_imla@yahoo.co.id
جاكرتا 8 مايو 2009
فضيلة السيد الأستاذ الدكتور .................
تحية طيبة مباركة..... و بعد
فيسرنا أن ندعو سيادتكم للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي سيعقده اتحاد المدرسين للغة العربية بإندونيسيا و ذلك في الفترة ما بين 12-14 أكتوبر 2009 تحت عنوان : " اللغة العربية من المنظور الثقافي والاجتماعي".
يعود اختيار هذا العنوان موضوعا للمؤتمر إلى الرغبة في :
1. دراسة اللغة العربية كوسيلة للتفاهم الثقافي المتبادل قديما وحديثا.
2. مناقشة الاستراتيجيات لترقية جودة تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها.
3. دراسة إسهامات اللغة العربية في الارتقاء بحضارة الأمم قديما وحديثا.
4. مناقشة تأثير التطورات المعرفية والتكنولوجية والسياسية والاقتصادية والثقافية في تنمية ونشر اللغة العربية
و من هنا فإننا حريصون على مشاركة سيادتكم في هذا المؤتمر ونأمل أن ترسلوا إلينا استمارة المشاركة لمعرفة نوع إسهامكم العلمي في هذا المؤتمر وكذلك ملخص البحث الذي ستشاركون به في موعد أقصاه 19 يوليو 2009 على أن ترسل البحث كاملا في موعد أقصاه 25سبتمبر 2009 حتى يتسني لنا طباعة هذه البحوث في كتاب تذكاري. ومرفق طيه محاور المؤتمر واستمارة المشاركة ورسم الاشتراك والتسجيل.
و تفضلوا بقبول فائق الاحترام
رئيس اتحاد المدرسين للغة العربية
أ.د./ شمس الهادي
سيعالج المؤتمر قضايا هامة تتعلق بالمحاور على النحو التالي:
1- اللغة العربية كوسيلة لتبادل التفاهم الثقافي قديما وحديثا
أ‌. اللغة العربية في أوساط الثقافات المختلفة
ب‌. تطور اللغة العربية وثقافتها قديما وحديثا
ت‌. تطور الأدب الإسلامي والعربي عبر القرون
ث‌. قضايا حديثة في الترجمة من وإلى اللغة العربية
ج‌. معطيات جديدة في الدراسات اللغوية والأدبية .............. الخ
2- إستراتيجيات لتطوير اللغة العربية من خلال التعليم الفعال
أ‌. تعليم اللغة العربية وآدابها لغير الناطقين بها
ب‌. مشكلات إعداد المناهج والمواد الدراسية لتعليم العربية
ت‌. تعليم العربية لأغراض خاصة ولثقافة معينة
ث‌. تطور تعليم العربية في جنوب شرق آسيا والدول غير العربية
ج‌. معطيات جديدة في مجال تعليم اللغة العربية......الخ
3- إسهامات اللغة العربية في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية
أ‌. دور اللغة العربية في قطاع التجارة العالمية
ب‌. أثر اللغة العربية في ترقية المستوى الاقتصادي والتجاري
ت‌. نظرة المجتمع الدولي في اللغة العربية
ث‌. اللغة العربية في الفنون الجميلة
ج‌. مظاهر الآداب الإسلامية عند شعوب شتى .....الخ
4- تأثير التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنوبوجية العالمية في اللغة العربية
أ‌. مكانة اللغة العربية في محيط السياسة اللغوية
ب‌. اللغة العربية كلغة دبلوماسية
ح‌. اللغة العربية في وسائل الإعلام والإنترنت
د‌. اللغة العربية في استشراف عصر السوق الحرة واللبرالية الدولية
ه‌. قضايا في تعريب المعطيات الجديدة في مجال المعرفة والتكنولوجية .....الخ
استمارة المشاركة
اللغة العربية من المنظورالثقافي والاجتماعي
12-14 أكتوبر 2009
اسم المشارك :
الوظيفة :
العنوان :
عنوان المكتب :
التلفون :
البريد الإلكتروني :
نوع المشاركة : المشارك فقط / المشارك بالبحث دون إلقاء / المشارك بالبحث مع الإلقاء
عنوان البحث :
رسم الاشتراك : 250 دولار أمريكي (ويغطي الرسم التسجيل والإقامة والإعاشة والوجبات والتنقلات الداخلية)
عنوان المراسلة
Jur. Bahasa dan Sastra Arab FBS Gd. E Lt. 2R.204
Kampus A Universitas Negeri Jakarta, Jl. Rawamangun MukaJakarta Timur 13320.
Telp. 0062-21- 4788 925/26
Fax. 0062-21-4753655
E-mail: sekjen_imla@yahoo.co.id

مؤتمر دولي لرفع مستوى اللغة العربية في إندونيسيا

marbun 4:05 م اضف تعليق
محمود العدم-جاكرتا


استضافت مدينة مكاسر الإندونيسية مؤتمرا عن اللغة العربية تحت عنوان (رفع مستوى اللغة العربية ودورها في مواجهة التحديات في عصر العولمة) نظمه اتحاد مدرسي اللغة العربية في إندونيسيا.

ويهدف المؤتمر إلى المساهمة في نشر اللغة العربية التي تشكل القالب الأساسي للتعاليم الدينية في إندونيسيا كبرى دول العالم الإسلامي.

وتناول المؤتمر ضرورة اعتماد آليات موحدة لتأهيل مدرسي اللغة العربية لغير الناطقين بها, كما أوصى المشاركون إدارة الاتحاد بفتح علاقات واسعة مع الدول العربية، إضافة إلى مطالبة وزارة التعليم بتحسين أوضاع المعلمين المادية حيث يعتبر مدرسوا اللغة العربية الأقل دخلا من بين مدرسي اللغات الأجنبية الأخرى كالإنجليزية واليابانية.

وقال الدكتور أزهر أرشد رئيس جامعة السلطان علاء الدين التي تتعاون مع الاتحاد في تنظيم المؤتمر "إن اللغة العربية لغة تستمد حياتها من كونها وعاء للقرآن الكريم, لذا رايناها تطوي هذا الأمد البعيد وتقطع تلك المراحل الشاسعة وتمتزج بأمم كثيرة وتواجه مدنيات شتى, تؤثر وتتأثر ولكنها تستعصي على الأفول".

وأكد المشاركون في المؤتمر على ضرورة تطوير مناهج وأساليب تدريس اللغة العربية, في الدول الإسلامية في أرخبيل الملايو, وطالبوا بدور أكبر للغة العربية في الحياة اليومية بحيث لا يقتصر تعليمها على المدارس الدينية فحسب, بل يتعدى ذلك ليشمل المدارس الحكومية.

وأوضح المشاركون أن التراث العربي المتوفر في الدول الإسلامية لا يقتصر على التعاليم الدينية فحسب بل هناك الأدب والفلسفة والعلوم, إضافة إلى وجود ما يربو على ألف وخمسمائة مفردة عربية في اللغة الملاوية الأمر الذي يحتم الاهتمام باللغة العربية على نحو متميز.

من جانبه قال الدكتور هدايت نور واحد رئيس المجلس الاستشاري في كلمته التي أرسلها للمؤتمر إن "الحديث عن تقوية اللغة العربية يعتبر خطوة جديدة لتحسين علاقاتنا مع الدول العربية خاصة في مجال الاستثمار وتصدير الأيدي العاملة إلى هذه الدول, وعلى هذا الصعيد ننادي الأطراف المعنية للمسارعة ببناء جسور التعاون بين المعاهد الدينية وشركات العمالة حتى يتسنى للمواطن الإندونيسي ترقية وضعه والحصول على فرص عمل أفضل".

وأشار المشاركون في المؤتمر إلى المشاكل التي يواجهها مجال الترجمة من وإلى العربية حيث لاتوجد هيئة رقابية تشرف على الأعمال المترجمة مما قد يعرض المادة المترجمة إلى التحريف أو الخلل, إضافة إلى أن الترجمة قد تكون من دون إذن مسبق من المؤلف أو دار النشر الأمر الذي يغلب الكسب المادي عند المترجم على تقديم الفائدة العلمية.

يشار إلى وجود نحو 70 ألف معهد وكلية تعنى بتدريس اللغة العربية في إندونيسيا وحدها، ويقدر عدد الدارسين فيها بحوالي 7 ملايين طالب, على الرغم من أن ترتيب

عمود الشعر

marbun 10:14 ص اضف تعليق
في كل عصر محاولات لفهم الشعر ووضع القوانين التي ينبغي على الشعراء السير عليها والتي من
خلالها يميز الشعر من غيره، ويثري البحث في خصائص البلاغة الشعرية التي اختلف النقاد القدماء فيها، وفي مقدمة ديوان الحماسة لأبي تمام يستعرض شارح الديوان احمد بن محمد المرزوقي «421هـ» اختلاف النقاد العرب، ثم يعقب على ذلك بقوله «فإذا كان الامر على هذا فالواجب ان يتبين ماهو عمود الشعر المعروف عند العرب، ليتميز تليد الصنعة من الطريف، وقديم نظام القريض من الحديث».

فما هو عمود الشعر الذي يرى المرزوقي ضرورة معرفته؟ تعريف عمود الشعر 

النقد العربي القديم ومنذ اواخر القرن الثاني الهجري في نظرته للشعر وضع قواعد شعرية انتظمت تماماً ابان القرن الثالث، كان يقصد منها ضبط الصناعة الشعرية ومساعدتها على بلوغ مرتبة جمالية سامية، ووضع طريقة محددة المعالم لجودة النظم، هذه القواعد او الطريقة المحددة المتمثلة عند العرب هي مايسمى بعمود الشعر.

اما قبل اواخر القرن الثاني فجل ما وصلنا من النقد البلاغي السابق لم يخرج عن كونه نظرات اولية وعبارات مختزلة مبعثها ذوق ادبي فطري، كالذي يروونه، مثلاً عن عمر بن الخطاب انه كان يفضل شعر زهير لخلوه من المعاضلة والحوشية، او كالذي يروونه عن نصيب انه انتقد بيتا للكميت لانه لم يراع فيه المواخاة بين الالفاظ.

عمود الشعر

في القرن الثالث الهجري

نشطت الابحاث الادبية في البلاغة وخصائصها ومازالت حركة البحث فيها تقدم حتى القرن الخامس وما يليه وبلغت اوجها، ومن اعلام هذا البحث: الجاحظ 250هـ وابن قتيبة 276هـ وقدامة بن جعفر 277 وأبا الحسن الجرجاني 266، والآمدي 370، وأبا هلال العسكري 395، والباقلاني 402، وابن رشيق 463، وابن سنان 466، وعبدالقاهر الجرجاني 471.
ثنائية اللفظ والمعنى

في القرن الثالث اسس الجاحظ الثنائية بين اللفظ والمعنى يقول الجاحظ «المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العربي والاعجمي، والقروي والبدوي، وانما الشعر صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير».
فالشعر العربي في خصيصة صياغته، وطريقة تشكيله وتقديمه، وان براعة الشاعر الخاصة هي الشكلية او الاسلوبية وفرادة الطريقة التي يتميز بها، ولم تعد اهمية للمعاني فهي ميسرة ومطروحة في الطريق.
اللفظ والمعنى عند ابن قتيبة
الفصل بين اللفظ والمعنى في الشعر ظهر عند ابن قتيبة ايضا حيث يقسم النص الشعري الى اربعة اضراب:
1 حسن لفظه وجاد معناه.
2 حسن لفظه وحلا، واما معناه فليس فيه فائدة.
3 جاد معناه وقصرت الفاظه.
4 تأخر معناه وتأخر لفظه.
والمراد باللفظ كل ما يتعلق بالصياغة او طريقة تشكيل المعنى والصور البلاغية والفنية، فهو هنا يفصل بين اللفظ والمعنى، وان المعاني كما يرى انها تتفاوت وانها ليست كما يعتبرها الجاحظ بانها «مطروحة في الطريق».
القول بثنائية اللفظ والمعنى في الشعر اضرت بالنقد الادبي عند العرب وادت الى الفصل الكامل بين شكل العمل الادبي ومحتواه، والنظر الى الصور الفنية، وكل اشكال الاسلوب باعتبارها من اشكال الزينة الطارئة على معنى سابق عليها.
وممن انتقد الفصل بين اللفظ والمعنى من النقاد عبدالقادر الجرجاني صاحب كتاب دلائل الاعجاز واسرار البلاغة، فقد اثبت مبدأين:
الاول: ان البلاغة لاتقوم على اللفظ بذاته ولا على المعنى بذاته بل على طريقة نظمها معاً في الجملة.
الثاني: ان النظم العالي لايعني مجرد الاجادة في رصف الالفاظ والعبارات كقول احدهم «لله درّ خطيب قام عندك يا امير المؤمنين: ما افصح لسانه، واحسن بيانه، وامضى جنابه، وابل ريقه، واسهل طريقه، او كقول الجاحظ «جنبك الله الشبهة وعصمك عن الحيرة، وجعل بينك وبين المعرفة نسباً، وبين الصدق سبباً، وحبب اليك التثبت وزين في عينيك الانصاف، الخ فهذا عند الجرجاني كلام حسن الرصف سبيل صاحبه في ضم بعضه الى بعض سبيل من عمد الى لآل فخرطها في سلك لا يبتغي اكثر من ان يمنعها من التفرق».
فالبلاغة عند الجرجاني لاتقف عند الاجادة في رصف الالفاظ.

فنانه اندنوسيه محترفه تشارك طاش ماطاش هذا العام

marbun 3:11 ص اضف تعليق


في خطوة تعد الاولى في الوطن العربي قام فريق طاش (10) هذا العام بالاستعانة بممثلة محترفة في شرق اسيا وتحديداً من اندونيسيا.

وقد بدأت الفكرة عند توزيع الادوار وقد اقترح الفنان ناصر القصبي ان تقوم احدي الممثلات الخليجيات بدور الخادمة في حلقة (في بيتنا خادمة) ولكن كان للفنان عبدالله السدحان رأي مغاير وصمم على تقديم ممثلة محترفة من شرق آسيا لتقوم بهذا الدور وقد تمت الاتصالات مع عدد من الاشخاص في اندونيسيا ليبحثوا عن ممثلة لهذا الدور وقد حضرت الفنانة ثريا للرياض بصحبة زوجها وتنوي كما قالت ان تشمل زيارتها للمملكة اداء العمرة وزيارة المدينة المنورة.

واستغرق تصوير حلقة (في بيتنا خادمة) (3) ايام وتروي الحلقة قصة خادمة عملت عند اسرة سعودية ولاقت من الاطفال صنوفاً من الاهانة والتعذيب وذهبت الى بلادها وبعد اربع سنوات عادت للمملكة لتعمل عند عائلة ابوهذار وشعور كره الاطفال لم يغادرها وقد لاحظت الاسرة تصرفات الخادمة غير الطبيعية وفي احد المشاهد تدخل الممثلة ليلى السلمان لغرفة الخادمة وتجد صورة طفل مع شعر للرأس وبعدما تفك الشعر عن الصورة تجد رقم هاتف مكتوباً خلف الصورة وعندما يتصل ابوهذر على الرقم يسمعون اصوات افراح في المنزل وتتضح في النهاية ان الخادمة قامت بعمل شعوذة لطفل تلك العائلة التي كانت تعمل لديهم منذ اربع سنوات.

ويشارك في هذه الحلقة عبدالله السدحان وناصر القصبي وتركي السدحان وعبدالله السناني وايمن المديفر ووجنات رهبيني وليلى السلمان وفهد الحيان والممثلة الاندونيسية ثريا.

وقد ساهم السدحان في تلقين الممثلة ثريا كيفية نطق الجمل الحوارية في مشاهد الحلقة.. (ثقافة اليوم) التقت بالفنانة ثرياء ودار معها الحوار التالي:

(س)هل سبق وقدمت اعمالاً درامية في اندونيسيا؟

(ج)نعم قدمت عدداً من الاعمال التي تتحدث عن الاسلام وقد عرضت على التلفزيون الاندونيسي.

(س)كم هو عمرك الفني؟

(ج)(10) سنوات.

(س)هل تستطيعين القراءة باللغة العربية؟

(ج)نعم ولكن اذا كان النص عليه علامات التشكيل فقد اعتدت على قراءة القرآن الكريم بالحركات التشكيلية..

(س)هل واجهت صعوبة في فهم الدور المسند لك في طاش؟

(ج)لا.. ولكن لو تم ارسال النص لي قبل التصوير بفترة كافية لكان من الافضل حيث اتمكن من قراءته وفهم جوانب الشخصية.

(س)الترجمة بيننا قام بها مساعد المخرج موسى عشى في ترجمة الحوار وأفاد عشى انه تم الانتهاء من 14حلقة وبدأوا العمل على حلقة جديدة.

تاريخ العرب و المسلمين فى امريكا

marbun 4:10 م اضف تعليق
ان العرب و المسلمين من إسبانيا وغرب أفريقيا وصلت في الأمريكية ما لا يقل عن خمسة قرون قبل كولومبوس. وسجلت ، على سبيل المثال، أن في منتصف القرن العاشر ، في عهد الخليفة عبد الرحمن الثالث الأموية (929-961) مسلمو أفريقي قد أبحر غربا من ميناء الاسبانية ( ديلبى،بالوس) الى جهة المحيط "من الظلام والضباب". وعادوا بعد غياب طويل مع الكثير من الغنائم من الأرض " الغريب ". ومن الواضح أن المسلم الذى رافق كولومبوس و غيره من المستكشفين الإسبان إلى العالم الجديد.

مؤرخ وجغرافي المسلم أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي(871-975م) كتب في كتابه "مروج الذهب و معادن الجوهر" ان فى عصر خليفة عبدالله ابن محمد (888-912م) ان بحار المسلم اسمه خاشخاش بن سعيد بن اسود القرطبى قد أبحر خلال المحيط الأطلسي من ميناء الاسبانية ( ديلبى،بالوس) عام 889م ووصل الى "ارض مجهولة" وعاد مع الكنوز رائع. رسم في خريطة لدى مسعود مساحة واسعة في "بحر الظلمات والضباب" يعنى (المحيط الأطلسي) التي تسمى بأرض مجهولة وهى امريكية الآن.

روى أبو بكربن عمرالغطية، مؤرخ العرب، ان فى خلال فترة حكم الخليفة المسلم لإسبانيا هشام الثاني (976 -1009 م) ، الملاح مسلم الاخرى بن فروخ غرناطة أبحر من قادش (فبراير 999 م) في المحيط الأطلسي ، هبط في جاندو (جزر الكناري الكبرى) ثم زار الملك غواناريغا ، واستمرت غربا حيث رأى وسمى جزيرتين ، وCapraria Pluitana. و وصل مرة أخرى في اسبانيا في أيار / مايو 999 م.


محمود شوقي الأيوبي فى اندونيسيا

marbun 5:32 م اضف تعليق




ولد الشاعر محمود شوقي الأيوبي في الكويت عام 1900م (1319هـ)، وقيل عام 1901م، ووالده من 
أصول كردية، وكان قد نزح من العراق إلى الكويت، وكان يُطلق عليه "عبد الله الكُردي"، أما أمه فمن عرب "المنتفك".
وقد أسماه والده محموداً، ولكن الشاعر أضاف إلى اسمه اسم "شوقي" لشدة إعجابه بالشاعر أحمد شوقي.
ودرس محمود شوقي الأيوبي في كتاب المُلا عبد الله الأنصاري، ثم في المدرسة المُباركية، وقد سافر إلى البصرة، ثم إلى بغداد حيث درس في دار المعلمين العالية، وبعد انتهاء الدراسة عمل مدرساً في قرية "أبي الخصيب" بالعراق.
ورحل بعد ذلك إلى سورية ولبنان وفلسطين ومصر، ثم رجع إلى العراق، ثم عاد إلى الكويت ليعمل مدرساً بالمدرسة المباركية، ولكنه يترك الكويت إلى العراق مرة ثالثة ليلتحق جنديا بسلاح الخيالة.
ثم سافر إلى الإحساء، فالرياض في ربيع الأول 1348هـ (إبريل 1939م)، وأدَّى مناسك الحج، ثم هاجر إلى إندونيسيا للدعوة والتعليم، بتكليف من الملك عبد العزيز، وأقام هناك عشرين سنة، من 1349-1369هـ (1930-1950م).
وقد عاد الأيوبي إلى الكويت عام 1950م حيث أقام في قرية الشعيبة، وتوفي في ذي الحجة 1385هـ (مارس 1966م).
وشعره كثير جدا، نشر بعضه في جريدتي "أم القرى" و"الإصلاح"، وهناك تداخل في دواوينه، فقد ينشر القصيدة الواحدة في ديوانين.
ومن دواوينه المطبوعة:
1-الموازين: طُبع في دار المعارف بمصر عام 1953م، من قبل البعثة الكويتية بالقاهرة في (450) صفحة، ويشتمل على (140) قصيدة.
ويقول الأيوبي عن هذا الديوان "قصائده قصيرة، وهي من وحي صباح الفردوس الاستوائي (إندونيسيا) المجاهدة، تلك البلاد المحبوبة التي مكثت فيها نحو عشرين عاما، وإن أفضل ما يُهدي المواطن سِفراً لأبناء وطنه، هي عصارته الروحية التي تمخّضت عن تجارب قاسية فهي للشباب في عنفوان فتوته دروس، وللشيوخ في مجالسهم رياحين النفوس".
وقد تحدث في الديوان عن مكارم الأخلاق، وعظمة الخالق، ودقة نظام الكون.
2- رحيق الأرواح: طبع في القاهرة في دار العهد الجديد عام 1955م من منشورات رابطة الأدب الحديث ويقع في (352) صفحة، وقد طُبِع على نفقة الخفاجي صديق الشاعر، وقد نظمه في إندونيسيا في فترة من أحلك فترات حياته.
ومن عناوين قصائد الديوان: رحيق الأرواح، ومنبر النجوى، ولحن الكروان، ومحراب الشاعر، وشهوة الظلام، وقلب الشاعر، ودموع السلام، وأخلاق الحب، وطهر الحب، وأحلام الشباب، ومصباح الهوى، وعروس البحر، والأمواج، وبرزخ الحيرة، والمزامير، وبين الأرواح والأشباح، والمرايا والغياهب.
(2)
وكان الأيوبي محبا للطبيعة بشكل لافت، ومن العجيب أننا نراه يبدأ قصيدته في رثاء زوجته الأولى، وكانت إندونيسية، بوصف الطبيعة الساحرة، بل يكشف العنوان عن هُيامه بهذه الطبيعة الفتّانة، حيث يُعنْون قصيدته "الأيام السوداء في الفردوس الاستوائي: الإندونيسي"، يقول في مطلع قصيدة الرثاء:
تمتَّــعْ بمرْأى الحُسْنِ في وردَةْ الخَدِّ
وفي الأعْيُنِ الدَّعْجاءِ، والجيدِ، والنَّهْدِ
وذُقْ خمرةَ الفردوسِ في الجيدِ واللُّمى
ففيها شِفـاءُ النَّفْسِ والقلبِ والكِبْدِ
وإنْ رُمْـــتَ غاداتِ الجنانِ فإنَّها
على الأرْضِ مـنْ وَهْدٍ تسيرُ إلى وَهْدِ
وإنْ رُمْتَ فرْدوْســـاً مُقيماً، فإنَّهُ
بجاوا عروسِ الشرقِ، بلْ جنةِ الخُلْدِ
تفَجَّرَ يُنْبوعُ الجمالِ بِساحِـــها
ولكـــنَّ جاوا للطبيعةِ كالعِقْدِ
وقفْتُ بها في جنَّـةِ الوجْدِ والهوى
فأذْهلَني منْ سِحْـرِها سانِحُ السَّعْدِ
وأغْرَقْتُ روحي في أثــيرِ خلودِها
وَأَفْنَيْتُها في عالَمِ النُّـورِ والوجْدِ
(3)
ويحتل المديح قسما لا بأس به من تجربة محمود شوقي الأيوبي الشعرية في مهجره الإندونيسي، ومن هذه القصائد قصيدة يُهديها "للصديق العزيز والأخ الحميم في جاوة السيد محمد بن طالب بن مرعي الكثيري الهمذاني"، ويقول فيها:

حدا بي سحابُ الشوقِ، والشوقُ هاتفٌ
إلى صاحِــــبٍ في ذلكَ الحيِّ يمْرَحُ
أبرُّ بني همْدانَ للــــــدينِ والتُّقى
ومنْهُ غيوثُ الفضْلِ تهْمي وتَنْـــزَحُ
لمغْناكَ آسادُ العروبـــــةِ بادَرَتْ
مغمغِمَةً للمجْدِ ترْنو وتَطْمــــحُ
وما العزُّ إلا في حمَـــــاكَ مقرُّهُ
وأنتَ لهُ الباني إذا الناسُ طَوْهَحُــوا
تراقصت الألحـــانُ، ترنو مشوقةً
لمنزلكَ الميْمونِ ، والطَّيْـــرُ يَسْجَحُ
وسعْتَ صنوفَ الناسِ بالفضْلَ والحجا
وفي ريعِكَ الألبابُ تنْمو وتنْجــحُ
كان محمود شوقي الأيوبي في كل هذه الأشعار ـ كما يقول الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي بحق ـ "خصب الخيال، دقيق الشعور، عميق التجربة، متجدد الإحساس الفني المتصل بينابيع الإلهام الشعري الخالد، يكره التنقيح وتكلف التجويد الفني، ويضع الشعر ارتجالاَ أو ما يُشبه الارتجال، عازفاً عن الصنعة، كارهاً للتعجُّل والإغراب" رحمه الله رحمة واسعة.

*: الاشواق هو الديوان الثالث الذي ينشر مرة اخرى للشاعر الراحل محمود شوقي الأيوبي، والاربعة كتب التي اصدرتها دار قرطاس للنشر تستعيد زمن الشاعر وما حمله من ذكريات جميلة ورائعة تحاكي التراث والواقع والاخر وتتصف بشمولية قلما تتوفر في وقتنا هذا.
اما الديوان الاول "الموازين" يعود تاريخه إلى ايام البعثة الكويتية في القاهرة والكتاب الثاني هو "رحيق الارواح" وصدر قبل ذلك عن رابطة الادب الحديث بالقاهرة، وكذلك ديوان "الاشواق".
وللقارئ الذي لا يعرف الشاعر محمود شوقي الايوبي فانه يمثل حالة من الشعر الكويتي المعاصر وصورة تتصف بالشمولية في محاولته التحرر والتجديد ومتابعة النزعات الحرة في الادب والفكر والحياة.
ويحمل شعر الأيوبي نزعة صوفية تنبع من نفس صافية وايمان صادق يختزل الاخلاص في فكرة الفن والعزلة عن المجتمع في ضجيجه وشروره.
ويعتبر ديوان "الاشواق" احدى روائع شعر الايوبي لما يحمله من صدق العاطفة والنزوع إلى الحرية والتجديد في الاسلوب والبساطة الآخذة في معاني الديوان.
ويعزف الايوبي عبر قيثارته في هذا الديوان فهو يتحدث عن الفضاء الملهم فيقول:
لله در ليال شربها العسل قضيتها حيث لا خوف ولا وجل
فهو يتذكر مدينة الكويت كقرية جميلة، كما يعاود الشاعر حنينه الدائم إلى الصحراء والمناجاة والسؤال عن اصدقاء الشباب.
ويمثل هذا الديوان عبر مجموعة من القصائد نزعة التطور والحداثة في الشعر الكويتي المعاصر والنزعة الحرة في الفكرة العربي والتي كانت الكويت سباقة خلال هذه الفترة لهذه النزعة، كما يناجي الشاعر الوطن في هذا الديوان والذي ابتعد عنه قرابة العشرين عاما.
ولم يقف الايوبي عند غرض يقصر عليه نظمه وشعره وانما جال في كل فن وقال في كل غرض، كما تأثر بالبيئة ووصف المشاهد الحياتية في الكويت وحديثه عن ينابيع الثروة لوحات فنية وشعرية مستمدة من الواقع الذي تصفه اشعاره وجمالياته المتنوعة ورسائله الشعرية إلى محبيه حول الوطن العربي.
ومحمود شوقي الايوبي غريب في أطواره، نادر في مثاليته، عجيب في آرائه وأفكاره، يعيبه الناس في هذا الشعر الهادر العظيم، ويعيب للناس في هذه المآخذ التي يأخذونها عليه، لعدم تأنقه في العبارة والاسلوب، وهو لا يقيم وزنا لنقد الناقدين، وعيب العائبين. والناقدون والعائبون لا يعترفون للشاعر بجودة كثير من هذا الشعر، وقد حدث هذا ايام ان كان النقد على اشده كما كانت هناك صراعات ما بين الشعراء كما هو معروف.
ديوان "هاتف من الصحراء" تطالعك فيه قصيدته "زورق الخلود" ويسبح فيها الشاعر في عالم من الخيالات الشعرية الجميلة، وهناك قصيدة اخرى بعنوان "القافلة" وتحمل ثورة عارمة شديدة عبر رسالة ارسلها إلى احد اصدقائه، اما قصيدة "نفحات القلم" فهي قصيدة قادمة من الروح تنبعث عبر كلمات تحمل معاني كثيرة من العالم الباطني الذي لطالما عبر به الشاعر عن مكنوناته.
اما ديوان "الموازين" فهو مجموعة شعرية تتجلى فيها روح الاخلاق وقد نظمها الايوبي حينما كان يعيش حياة الاغتراب في اندونيسيا واستوحى الشاعر في ديوانه اشراقات الصباح وهدوءه واشكال الطيور والنور وفيه نزعة جميلة من الاحاسيس والخلود والاحلام كما خاطب فيها الارض وجمال الكون والظلام والربيع والورد.
اما "رحيق الأرواح" فهو تحفة جديدة يسجل فيها الشاعر رحيله وسفره عبر دول الوطن العربي ويتغلغل في رؤيته للوطن والاهل والناس في تصوير موسيقي هادئ يناجي الشاعر فيه صورا كثيرة تتبلور عبر قلمه الجذاب، ونلاحظ في هذا الديوان لغة التطور التي عاشها الشاعر عبر دواوينه الاربعة.
وفي هذا الكتاب يصور الحياة الروحية تصويرا دقيقا مقتربا من شعر الحكمة والتصوف وهو لون من الاغاني الصوفية العذبة ويحمل لغة نمطية روحية جميلة.
ان التجربة الشعرية الحرة والموسيقى الفنية في ابيات الايوبي تهدف إلى الصفاء المتسامي وإلى جوهر الحياة، ونستطيع القول ان هذا النموذج من شعر التصوف وشعر الواقعية قد سجل التفوق لهذا الشاعر الذي حمل العنوان الرئيسي في مكنوناته واشعاره عبر كلمة نستطيع ان نقول عنها بانها فلسفة كلاسيكية وسط حركات التجديد الشعري في الوطن العربي. حينما كانت الكلاسيكيات هي العالم الاثير الذي يكون للشاعر قلمه وابداعه ليتبارى بفلسفته الشعرية مع الآخرين.
وبذلك يسجل محمود شوقي الايوبي ابداعاته وشموليته في مختلف اشكال الشعر الذي نظمه وشمل مجموعة من الدواوين حملت اسمه على مدى اعوام من الزمن.
يذكر ان الراحل الشاعر محمود شوقي الايوبي ولد عام 1901، تعلم في كتاب الملا زكريا الانصاري، ثم المدرسة المباركية واكمل تعليمه في بغداد حيث التحق بدار المعلمين وتخرج منها مدرسا ظهرت موهبته الشعرية في سن مبكرة، سافر إلى اندونيسيا بتكليف من الملك الامام عبد العزيز بن سعود لنشر الدين الاسلامي وتعليم اللغة العربية، وقد افتتح عدة مدارس هناك.
مكث في اندونيسيا عشرين سنة - تزوج من امرأة عربية الاصل وانجب عدة ابناء، وقد انقطعت اخباره ابان الحرب العالمية الثانية حتى ظن أقاربه انه قد توفي، عاد إلى الكويت عام 1950 واشتغل بالتدريس. توفى عام 1966، وقد سميت احدى مدارس الكويت باسمه تكريما وتخليدا لذكراه العطرة. له ستة دواوين مطبوعة: "الموازين، رحيق الارواح، هاتف من الصحراء، الاشواق، ألحان الثورة، المنابر والأقلام، الملاحم العربية"، وهناك دواوين مخطوطة لم تر النور بعد "أحلام الخليج، الينابيع، الصباح الجديد، أغاني الحمى، فردوس الشعر.

رحم الله شاعرنا الكبير محمود شوقي الأيوبي و أسكنه فسبح جناته
تاريخ عن جامعة إندونيسيا

تاريخ عن جامعة إندونيسيا

marbun 4:58 م اضف تعليق
تأسست جامعة إندونيسيا في ۲ فبرايير ۱۹٥۰. وفي البداية كانت جامعة إندونيسيا في شارع ساليمبا بجاكرتا التي كانت تعرف فيما بعد بيونفرستس فان إندونيسيا , والجامعة هي مؤسسة حكومية ويقع مقرها في عدة مدن مختلفة منها بوجور وباندونج وسورابايا وماكاسار. وكان تأسيس جامعة إندونيسيا بقرار من مجلس الجامعات لجمهورية إندونيسيا.في جامعات إندونيسيا يدرس الطالب الجامعي الأختصاصات التالية :
كلية الطب
كلية طب الأسنان
كلية الصحة العامة
كلية التمريض
كلية الرياضيات والعلوم الطبيعية
كلية الهندسة
كلية العلوم الحاسوبية
كلية القانون
كلية الاقتصاد
كلية العلوم الإنسانية
كلية علم النفس
كلية العلوم الاجتماعية والسياسية
الدراسات العليا

تأسست كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا في سنة ۱۹٦۱بحيث تم قبول ٧۱ طالبا وطالبة للدراسة فيها. وهذا ما سعاه أطباء الأسنان ومن أراد القيام بتطوير علوم طب الأسنان منذ سنة ۱۹٥٤. فأسسوا كلية طب الأسنان بجاكرتا للحاجة إلى كثير من أطباء الأسنان في إندونيسيا. وفي ذالك الوقت كانت المقارنة بين عدد أطباء الأسنان وعدد المواطنين ١:۲۰۰۰۰۰وكان عدد المتخرجين في كلية طب الكليتين (كلية طب الأسنان لجامعة أيرلانججا وكلية طب الأسنان لجامعة غاجاهمادا) لا يزيد من ۳۵ طبيبا في كل سنة. بالإضافة إلى ذلك لابد لجاكرتا باعتبارها عاصمة إندونيسيا أن تؤسس كلية طب الأسنان صورة عكسية لأنشطة أطباء الأسنان. فتم تأسيس كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا رجاء أن تكون كلية مثلية لكليات طب الأسنان بإندونيسيا.واصل البروفيسور الدكتور أو أينج ليانج وأصدقاءه من قسم الأسنان والأفواه بكلية الطب التمهيدات السابقة بتقديم التخطيط الدقيق لتأسيس كلية طب الأسنان بجامعة إندونيسيا. وقد شجع مدير جامعة إندونيسيا الدكتور سوجونو جونيد بوسبونيجورو وعميد كلية الطب بروفيسور الدكتور محمد سوكارجو التخطيط المشار إليه. وبعد أيام قليلة صدر القرار من وزير التربية والتعليم والثقافة الرقم ۱٠٨٠٤۹ تاريخ ۲۱ ديسمبر ۱٩٦۰ عن تأسيس كلية طب الأسنان بجامعة إندونيسيا. حينئذ تأسست كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا بعميدها الأول بروفيسور الدكتور أو أينج ليانج وكانت كلية طب الأسنان كلية حكومية رابعة بإندونيسيا.
في سنة ۱۹٦۱كانت كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا التي لها مدرسان منتظمان و۳٧ مدرسا غير منتظمين و۷ موظفي الإدارة افتتحت تسجيلا للطلبة الجدد. وليس لكلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا مبان ووسائل أصلا. والغرفة الوحيدة الموجودة هي غرفة إدارة قسم علم أمراض الأسنان والأفواه التي تم استعارتها من مستشفى الدكتور تشيبتومانجونكوسومو(RSCM). تم ضمت إجراءات تعليم الفصل الإعدادي مع الفصل للمستوى الأول بكلية الطب لجامعة إندونيسيا. واستخدمت إجراءات عملية تشريح الأسنان مكان توديع الدرجات لمستشفى تشيبتومانجونكوسومو(موقف السيارات لجناح بيت تشيندراواسيه لمستشفى تشيبتومانجونكوسومو حاليا). في ۱٧ أكتوبر ۱۹٦۳ تم تسليم بعض الغرف أمام المكتبة الوطنية لوزارة التربية والتعليم والثقافة بساليمبا ٤ إلى كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا. واستلمت كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا غرفة إضافية كانت غرفة خلفية للمكتبة الشعبية في سنة ۱٩٦٤. تم استخدمت بعض تلك الغرف لإجراء التدريب العلمي لطلبة المستوى الثالث استعدادا لإجراء العيادات الطبية في المستوى الرابع المستقبل. تسليم جميع الغرف للمكتبة الشعبية في أبريل ۱۹٦۵ إلى كلية طب الأسنان جامعة إندونيسيا حتي تمت إجراءات التعليم والممارسة العلمية لطب الأسنان وجميع الأنشطة الجامعية فيها. وافتتحت كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا العيادات الطبية العامة للأسنان الواقعة بمكتب مدير جامعة إندونيسيا. تكونت هذه العيادات الطبية في أول فترة من قسم العلوم للمواد المقوية للأسنان وقسم العلوم لتسوية الأسنان ونالت الأقسام الأخرى المحتاجة في إجراء العيادات الطبية إعارة الغرفة من قسم إكسودونتيا والعلوم للحمينات المزيفة لمستشفى تشيفتومانجونكوسومو. استخدم قسم العلوم للمواد المقوية للأسنان وقسم العلوم لتسوية الأسنان الوسائل للمستشفى تشيفتومانجونكوسومو للتعاون الجاري بين كلية طب الأسنان جامعة إندونيسيا والمستشفى تشيفتومانجونكوسومو. وتم نقل جميع الأنشطة لقسم علوم الأسنان المزيفة إلى كلية طب الأسنان جامعة إندونيسيا. وقد خرجت كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا في ۱۹٦۷۱۵ طبيبا للأسنان.
وفي ۱۹٦٨ تم توسيع العيادات الطبية للأسنان بعمارة المختبر للهندسة وافتتاح العيادات الطبية الجديدة ببيجانجسآن الشرقية ۱۷تعاونا مع قسم الصحة العامة لكلية الطب جامعة إندونيسيا. هذه العيادات الطبية في أول فترة استخدمها قسم العلوم لصحة الأسنان للمجتمع وقسم العلوم للوجود الدوري. وبلغ عدد الوحدات الطبية للأسنان إلى ۱۷وحدة بعد أن تم توسيع وحدات العيادات الطبية للأسنان بساليمبا ٤ بافتتاح قسم العلوم للوجود الدوري في سنة ۱۹٦۹. فتم بعد ذلك إجراء التعاون مع المؤسسات الأخرى.
وفي سنة ۱۹٧۰ حلت كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا المبنى الجديد بأربعة الطوابق لممارسة الأنشطة الأسنانية وغير الأسنانية. تم جمع كل الأنشطة الجامعية والعيادات الطبية في هذا المبنى إلا نشاط قسم العلوم لجراحة الأفواه الواقع بالمستشفى تشيفتومانجونكوسومو في سنة ۱۹۷۲. منحت المنح العديدة إلى كلية طب الأسنان جامعة إندونيسيا فضلا من مدير جامعة إندونيسيا بروفيسور دكتور سومانتري برودجونيجورو. اشتركت أيضا كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا في مشروعات ريفية لجامعة إندونيسيا بوسيلة نادي علاج الأسنان التابع لمركز علاج المجتمع سيربونج تانجيرانج في سنة ۱۹۷٦. و نالت كلية طب الأسنان من جديد المبنى الجديد بأربعة طوابق في سنة ۱۹۷٨.
في مجال التربية، منذ سنة ۱۹٧۳عقدت كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا الدورات لتجديد وتزويد علم طب الأسنان حيث بلغ عدد الراغبين فيه إلى مائات مشترك من جميع أنحاء مناطق إندونيسيا لكل سنتين. وفي سنة ۱۹٧٧ انتهت كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا من صياغة أهداف التعليم المطلوبة لتعليم البكالورية في طب الأسنان بجامعة إندونيسيا. وأرسلت كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا موظفيها للاشتراك في أنواع تدريبات التربية داخل البلاد وخارجها لترقية الجودة المهنية. عقدت أيضا كلية طب الأسنان لجامعة إندونيسيا التعليم الإضافي لأطباء الأسنان خارج الكلية. ارتفع عدد الطلبة الجدد لكلية طب الأسنان جامعة إندونيسيا كل سنة تمشيا مع ارتفاع وسائل الجامعة وتسهيلاتها وتكميل المناهج التعليمية في الكلية.
يتبع بإذن الله


توجيهات ببعض آداب الطعام في اندونيسيا وغيرها

marbun 4:29 م اضف تعليق



ذكرت في مقاله سابقه مقالا عن الطعام والمطاعم في جاكرتا , لكنني تذكرت بعض التصرفات التي لاتليق من بعض اخواننا هداهم الله خلال تناول الطعام سواء في المطعم او في بيت صديق او مستضيف .

ألأندونيسيين وغيرهم وخصوصا الشعوب المتحضره حريصه على اتباع آداب خاصه حين تناول الطعام والحقيقه ان ديننا الحنيف اوصانا بكثير من هذه ألأداب ولا أبالغ اذا قلت ان اصول ألأتيكيت الذي يتم تدريسه في المدارس الفرنسيه المشهوره بحرصها على مثل هذه ألأمور ان اصول ذلك اسلاميه .


نعود لموضوعنا : مما شاهدته ولا حضته وما سمعته من انتقاد بعض ألأندونيسيين لبعض تصرفات شبابنا وشيابنا هداهم ألله اوجز بعض التوجيهات والملاحضات ربما نأتي على التعليق على شيء منها فيما بعد :-


لذا احرص على ألأتي


- عندما تكون في المطعم وتريد غسل يديك قبل الطعام وبعده فاحرص على عدم التنخيم او التمخط لأن ذلك يبعث التغزز في نفوس مرتادي المطعم .


- عندما تريد مضمضة فمك فلا تصدر صوتا ولو كان هناك من هو خلفك ينتضر استخدام المغسله بعدك فاغذف ما في فمك من ماء المضمضه بتخفيض رأسك قدر المستطاع في الحوض مع وضع يدك لكي لا يصيب هذا الماء آخرين , واحرص على ان تكون المغسله نظيفه بعدك من بقايا طعامك .
- لا تخلل اسنانك بمشهد من ألأخرين .


- تعلم استخدام الملعقه والشوكه والسكين في حال كنت ستتناول طعام عمل يعقب اجتماع.


- لو كنت في مطعم متوسط وأردت تناول الطعام بيدك فاحرص كاألأندونيسيين بثلاثة أصابع وهو هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن عليه السلام يضرب بالخمس احد ألأندونيسيين قال لي انها أكلة مفجوع .


- لو كان الطعام يقدم من بوفيه وكان هناك قدور وآنيه كبيره فيها طعام كثير وأمامها صحون وهناك مغرفه كبيره فلا تأكل بهذه المغرفه بتاتا ولا على سبيل التجربه , ولا تأخذ بملعقتك الصغيره وتضع في فمك مباشره بل اغرف بالمغرفه الكبيره في صحنك ثم كل بملعقتك على طاولتك .


- في حال تمت دعوتك في بيت أحد ألأندونيسيين او في مناسبه احرص على تطبيق التوجيهات أعلاه 


مع التخفيف قدر ألأمكان من كميات الطعام لأن هناك أهل البيت وضيوف آخرين ستناولون الطعام ايضا وتذكر قول نبي الرحمه صلى الله عليه وسلم ( نحن قوم لا نأكل حتى مجوع واذا أكلنا لا نشبع )

- وفي البيت ايضا لاتبدأ الطعام او الشراب الا بعد أن يطلب منك صاحب البيت ذلك , ولو قال لك ماذ تشرب فلا تطلب شيئا غاليا او يصعب احضاره بل اكتفي بطلب الشاي او القهوه .

هذا واشكر الجميع على مرورهم , تقبلوا تحياتي .

بعض ملامح التأثير والتأثر بين الأدبين العربي والإندونيسي

marbun 5:51 ص اضف تعليق



أ.د/ عبد الحفيظ حسن

أستاذ البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن

وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث

العلاقة وثيقة بين الأدب العربي والأدب الإندونيسي، ويتضح ذلك في أمور كثيرة منها : وحدة الفكر والثقافة والعقيدة والتأثر والتأثير بين هذين الأدبين؛ فالأدب العربي هو الدوحة الكبرى وقطب الرحى والآداب الإسلامية أغصان وفروع تفرّعت عنه، ثم أفادت تلك الآداب من البيئة المحلية ومعطيات الزمان والمكان. وهناك تقارب في الشكل الفني والصور الشعرية؛ ويتضح ذلك من وجود عدد هائل من الكلمات العربية في لغات الشعوب الإسلامية ، قد تتجاوز نصف كلمات بعضها ، وقد تنقص عن ذلك ، لكن التأثير واضح للعيان ، يُضاف إلى ذلك أن معظم تلك اللغات تستخدم الحرف العربي، أو كانت تستخدمه ثم تركته بتأثير الاستعمار الغربي وأعوانه. والتقارب بين الأدباء المسلمين مظهر من مظاهر الوحدة والتضامن بسبب وحدة العقيدة والثقافة والتاريخ ، وهذا التقارب ينبغي الاستفادة منه في تنمية الشعور بأن أمة الإسلام أمة واحدة مهما اختلفت لغاتها وأوطانها ، لفتح آفاق واسعة للدراسات المُقارنة بين آداب الشعوب الإسلامية بسبب وجود مجالات رحبة للمقارنة، ناتجة عن عوامل التأثر والتأثير والتداخل بين تلك الآداب. التعرف الدقيق على أوضاع العالم الإسلامي من خلال دراسة نتاجه الفكري والأدبي.


تعتني جامعة قناة السويس بالأدب الأندونيسي :

وتعد جامعة قناة السويس من الجامعات الرائدة في الاهتمام بالأدب الأندونيسي ؛ فقد رعت كلية الآداب عددا من الدارسين والباحثين في مراحل مختلفة منذ عام2005م ، خدمة للأدب العربي والإندونيسي.

وأقترح :

1-تدريس اللغة الإندونيسية في الجامعات المصرية وبخاصة جامعة قناة ؛ بفتح قسم للأدب الإندونيسي في الكلية لتقوية أواصر الترابط بينها . وتقديم مواد عن أدب الشعوب الإسلامية ضمن قسم اللغة العربية والأدب العربي. وتدريس بعض تلك اللغات في أقسام اللغة العربية والتاريخ والحضارة. وتدريس تلك اللغات عن طريق دورات لغوية في مركز اللغة العربية والترجمة . والاهتمام بالبحوث اللغوية التأصيلية المقارنة والتقليدية بين اللغة العربية ولغات الشعوب الإسلامية ، ومنها اللغة الإندونيسية . وتوجيه طلاب الدراسات العليا إلى إعداد رسائل في هذا المجال.

وأقترح كذلك ترجمة التراث الأدبي الإندونيسي إلى اللغة العربية، وهذا الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة من قبل مجموعة من المؤلفين. وإصدار سلسلة بعنوان: "أدب الشعوب الإسلامية"، يقوم بإعدادها مجموعة من المتخصصين في تلك الآداب، ويُخصص كل كتاب منها للحديث عن أدب واحد من آداب الشعوب الإسلامية. ويتم تحديد الأسس العامة لتلك الكتب وفقا لعدد من الضوابط ، مثل :

1-أن يشتمل الكتاب على معلومات تاريخية ولغوية وأدبية، على أن يتم التركيز على الجانب الأدبي بالدرجة الأولى.

2-الإكثار من النصوص الإبداعية؛ لأن الهدف الأول للسلسلة هو الإبداع الأدبي.
3-حسن الاختيار للنصوص الأدبية، وتجنب النصوص الضعيفة في شكلها أو مضمونها، أو توجهاتها الفكرية.

4-الاهتمام بالمقارنة بين آداب تلك الشعوب والأدب العربي.

5-تنمية الروابط الأدبية بين الأدباء المسلمين الذين يُبدعون بلغات مختلفة.


وقد صدرت بعض الكتب منها :

-الأدب التركي الإسلامي، للأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف هريدي، (325 صفحة)، عام1407هـ.

- الأدب الأردي الإسلامي، للدكتور سمير عبد الحميد إبراهيم، (760صفحة)، عام 1411هـ،

-الأدب الأفغاني الإسلامي" للدكتور محمد أمان صافي، في (499 صفحة) وصـدر عام1417هـ،

- الأدب الأندونيسي الإسلامي" للدكتور محمد فؤاد فخر الدين،

وكتاب "الأدب الماليزي الإسلامي" للدكتورة بلقيس أبو بكر.

ونأمل أن تكتمل مكتبة "آداب الشعوب الإسلامية" لتكون إنجازاً أدبيا ، وإسهاما مميزاً للجامعة في خدمة الأدب والتضامن والتقارب والتعارف بين الشعوب .

وهذا النموذج:

للشاعر الإندونيسي ( مرجان ) يكشف عن جوانب إنسانية رحبة يلمسها، ويعبر عنها في رهافة وفنية عالية ، يقول :
علِّمْني يا الله
إن كان أحدٌ يطرق بابي
رقِّق قلبي يا إلهي
علِّمني أحترم الضعيف
أسرِعْ خطواتي يا إلهي
لأُسرع في فتح الباب
في الإمكان أن يكون غريبا
مشى طويلا، يُريد الراحة
لا تجعلْني يا إلهي ممن ينهر المساكين
الذين يمُدون أيديَهم نحوي
إنهم أناسٌ غير قادرين
إذا لم أستطع تقديمَ شيءٍ
علِّمْني أُعاملهم بالحسنى -
علِّمْني الكلماتِ الرحيمة


تدل تسمية الأدب الإندونيسي على آداب الشعوب المتمدنة التي تقطن الجزر الإندونيسية، وتدل بالمعنى العام على تراث الآداب الشفهية للشعوب والقبائل الإندونيسية مثل شعوب باتاك ومينانغكابو وأتشه وداجاك وغيرها التي حافظت إلى حد ما على بدائيتها.

وهناك ثلاثة مؤثرات خارجية أسهمت في أزمنة مختلفة في تكوين الأدب الإندونيسي، أولها الحضارة الهندية ، ثم الحضارة الإسلامية إبان الرحلات والتجارة ، ثم الحضارة الأوربية في العصور الحديثة .

وقد تولد عن هذه المؤثرات ثلاث مراحل أدبية متتالية: الهندية الجاوية، ثم الإسلامية الملاوية، ثم الإندونيسية الحديثة. وتمتد المرحلة الأولى من القرن الخامس الميلادي حتى منتصف السادس عشر ، وتمتد الثانية حتى مطلع التاسع عشر، وتليها الثالثة حتى القرن الحادي والعشرين.

والأعمال الأدبية التي تنتمي إلى المرحلة الهندية ، مرحلة ما قبل الإسلام في إندونيسيا، مثل «حكاية الأمير راما» Hikyat sri Rãma، تدل من حيث أسلوب التعبير وانتقاء المفردات على تأثير إسلامي جلي ، كما أنها مدونة بالخط العربي. وفي نحو عام 1400م وصل الإسلام إلى شبه جزيرة الملايو ، وساد في جاوة عام 1520م. وفي الوقت نفسه تقريباً بدأ الغزو الأوربي لهذه المناطق. ومع انتشار الإسلام عَرف الأدب الملاوي عالم الحكايات والملاحم الشعرية الفارسية الذي يتلاقى مع مثيله الهندي، كما استفاد المسلمون الإندونيسيون بذكاء من التراث الجاوي المتهند المترجم إلى الملاوية من أجل نشر الدعوة الجديدة، وذلك بإحلال شخصيات من التراث الإسلامي محل الشخصيات الملحمية .

ومع انتشار الإسلام في إندونيسية ظهر كثير من المؤلفات التشريعية والدينية والصوفية باللغات المحلية مثل قصائد الصوفي السومطري حمزة بانسوري Hamza Pansuri، ومؤلفات في حكمة الحياة ونظرية الأخلاق، مثل «تاج السلاطين» و«بستان السلاطين». وبلغ النثر الملاوي ذروته في التأريخ والرواية التاريخية، ولاشك في أن أهم مؤلَّف في هذا الميدان هو «تاريخ الملايو» الذي يُعد مدخلاً مهماً إلى الأدب الملاوي وإلى أنماط معيشة سكان المنطقة وأخلاقهم.

أما رواية «حكاية هانغ تواه» فهي أدبياً من أجمل ما قدمه الأدب الملاوي الذي دخل مرحلة نثرية جديدة مع عبد الله بن عبد القادر (1797 - 1854م)، فهو ينحدر من أب ملاوي وأم هندية، ويعد المعلم الذي لا يجارَى في سهولة أسلوبه باللهجة العامية الملاوية غير الأدبية. فعلى نقيض أسلافه ومعاصريه تخلى ابن عبد القادر واعياً عن تقاليد الأدب المتوارثة، وأشهر أعماله سيرته الذاتية «حكاية عبد الله» التي لم يدخلها أي مؤثرات خرافية أو خيالية. وهو يستمد مادته السردية من الوقائع التي عايشها في زمنه المتخم بالصراعات الاقتصادية والدينية والسياسية.

وما يسترعي الانتباه هو تسميته «بنغاليبور لارا» Pengalipur Lara أي قصص السلوان والمواساة التي يرويها «الحكواتي» الجوال، وقد حافظ هذا الأدب على نقائه من أي مؤثرات أجنبية، حاملاً خصائص النثر الأدبي الشعبي عامة، من حيث الإسهاب والإطناب والتكرار والشخصيات النمطية والإكثار من الأمثال. ويتغنى هذا الأدب في حكاياته بالماضي الملاوي السعيد المفتقد، وبالأمراء الفاضلين والأميرات الجميلات، وبالأبطال المحاربين الشجعان الذين يتوق الإنسان الملاوي إلى عالمهم، تعويضاً عن بؤس حاضره الذي يحاول أن يتغلب عليه بتبني نصائح الحيوانات الذكية في الحكايات المشابهة لـ «كليلة ودمنة» وممارستها والتي يكون بطلها دائماً غزالاً قزماً.

أما الشعر الملاوي فتعود أصوله في المرحلة الإسلامية إلى التعاويذ السحرية التي كان يستخدمها طاردو الأرواح والكهنة ويتلونها بمرافقة إيقاعات حرة، وهي تنقسم إلى شكلين شعريين: سجير Sjair المصحفة من سجع بالعربية، وبانتوم Pantum. تتألف بنية قصيدة السجير من عدة أبيات في كل بيت منها أربع كلمات، وتشكل معاً اثنى عشر مقطعاً تنتهي بقافية موحدة أو مختلفة بحسب الضرورة. وموضوعاتها ملحمية، لهذا قد تتألف القصيدة من آلاف الأبيات. وثمة تشابه كبير بين هذه القصائد من حيث الوزن والمفردات، وهي تتناول مصائر البشر وصراعاتهم الحياتية في مواجهة الحسد والكراهية، ولكن غالباً ما تنتهي القصيدة بخاتمة سعيدة، كما في الحكايات الشعبية، وقد تكون الخاتمة أحياناً مأساوية. ومن هذا النوع توجد قصائد تعليمية ذات موضوعات دينية أو أخلاقية، وقد تكون نقدية تتعلق بالوضع الراهن.

أما البانتوم فقد حظي بانتشار أوسع منذ القدم وبين جميع فئات الشعب، وتتألف قصيدته من أربعة أبيات، وكل بيت من أربع كلمات، وكل كلمة من مقطعين، وتنتهي الأبيات بقافية مختلفة. في البيتين الأولين يقدم الشاعر فكرته بلغة مرمزة مع التورية، وفي الأخيرين يأتي جوابه لتكتمل القصيدة في وحدة فنية لا حدود لموضوعاتها، من الحب والنصح والمديح وحتى السخرية اللاذعة. وقصائد البانتوم تُغنَّى، أما السجير فتقرأ من دون تنغيم، فهي أقرب إلى النثر المسجّع، كما في المقامات العربية.

أما الأدب الإندونيسي الحديث فهو في خصائصه الرئيسية وليد كفاح الشعوب والقبائل الإندونيسية من أجل استقلالها عن الاستعمارين البرتغالي والهولندي وفي سبيل إقامة دولة موحدة، وكذلك بهدف نشر لغة تكون رابطة إندونيسية للسكان كافة، بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو الديني. فاعتُمدت اللغة الملاوية لحمل هذه المهمة الوطنية بسبب سعة انتشارها، ولكونها لغة الدواوين والثقافة والتجارة.

ومنذ مطلع القرن العشرين عمل العلماء على تطويرها حتى أعلنت عام 1945 لغة رسمية للدولة المستقلة باسم بهاسا إندونيسية Bahasa Indonesia. وفي هذا السياق كانت القضية المحورية لدى الأدباء المحدثين هي تجاوز الأجناس الأدبية التقليدية الجامدة في الأدب الملاوي وإيجاد أجناس جديدة قادرة على استيعاب قضايا العصر ومعالجتها. وطالب هؤلاء الأدباء على الصعيد الاجتماعي بالحرية الفردية المطلقة وبالانعتاق من أسر التقاليد الأخلاقية الموروثة التي تقيد هذه الحرية.

وكانت أول رواية مهمة تعبر عن هذه الأفكار هي «سيتي نورباجا» Sitti Nurbaja (1922 التي يعرض فيها كاتبها ( ماراه روسلي ) Marah Rusli مصير الشابة ( سيتي) التي تحطم حبها على صخرة التقاليد الأخلاقية والاجتماعية.

وفي عام 1928 نشر عبد المغيث Abdul Muis روايته «تربية خاطئة» Asuhan Salah التي يريد أن يثبت فيها تعارض الحضارة الغربية مع التقاليد المحلية، من زواج مختلط بين إندونيسي وأوربية. ومع التجديد الملحوظ الذي جاء به أدباء هذه المرحلة على صعيد الشكل والمضمون فقد بقي شعر السجير والبانتوم متجذرين في نفوس الإندونيسيين.

وفي عام 1933 أصدر الروائي ( تقدير علي جاهبانه ) Takdir Ali Jahbana مجلته الثقافية «الأدب الجديد» Pudjangga Baru التي جمعت أهم أقلام الثورة الأدبية، وبدأت مرحلة جديدة في الأدب الإندونيسي، فأصبح الكتّاب نقاداً للحركة الثقافية، ولكن سرعان ما انقسموا إلى تيارين متعارضين، أولهما يطالب بالتخلي عن الموروث الثقافي المحلي وبالتوجه نحو الغرب الحديث، كما في رواية «أشرعة منتفخة» لصاحب المجلة نفسه، وثانيهما يطالب بالنهل من معين التراث وتطويره باتجاه الحداثة، ومن رواد هذا التيار أمير حمزة وأرمين بانِه Armin Pan. حاول أمير حمزة في مجموعتيه الشعريتين «قصائد العزلة» و«ثمار الحسرة» تجديد شكل قصيدة السجير بمضامين معاصرة.

وإبان الاحتلال الياباني لإندونيسيا والحرب العالمية الثانية كان على الكتاب الشباب أن يناضلوا من أجل الاستقلال والتحديث الثقافي، وكان أحد رواده الشاعر شايريل أنور Chairil Anwar (1922- 1949) الذي أدخل الشعر الحر على التراث الشعري الإندونيسي، بمضامين تؤكد الفردانية المطلقة بدل الروح الجماعية. وسرعان ما جاء الرد على هذا التوجه الفرداني المتطرف على لسان رائد الحداثة تقدير علي جاهبانه الذي ألح على الدور الاجتماعي النضالي للأدب، متهماً جيل الـشباب بتأثره بالكتب الغربية بدلاً من الواقع المتخم بالمشكلات التي تطالب بحلول جذرية بهدف تطوير المجتمع الإندونيسي. كتب مؤرخو الأحداث الهنود عن إندونيسيا منذ عام 600 قبل الميلاد، كما تشير الملحمة الهندوسية القديمة Ramayana إلى إندونيسيا.

وبدخول الإسلام بدأ العرب يتوافدون على إندونيسيا منذ القرن الثالث عشر الميلادي، حيث انخرطوا في التجارة مع الحضارات العظيمة في منطقة البحر المتوسط والهند وجنوب شرق آسيا والصين.

وتعتبر إندونيسيا من الدول القليلة التي لم ينتشر فيها الإسلام بالفتح العسكري، فقد كان إغراؤه نفسيا في المقام الأول. ونظرا لما ينادي به من المساواة بين البشر وبما له من حجة علمية. لقد جذبت تعاليم الإسلام وبساطته المتمثلة في التجار المسلمين، انتباه شعوب هذه الجزر، بحكم اشتغالهم بالتجارة أيضا، لما وجدوه من فضائل في الإسلام تحض على الكسب الحلال والعمل الجاد والنظافة والسير في الأرض لما فيه من فوائد وعبر.

وتأثر الأدب بالإسلام تأثرا كبيرا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وكان لفضيلة الشيخ والأستاذ الأديب علي الطنطاوي - رحمه الله - دورٌ بارز ومتميِّز في ميدان الرحلات؛ لكثرة رحلاته وتنوعها، واتساع مداها؛ ولتناوله هذه الرحلات فيما كتب من مقالات، وما نُشر من مؤلفات.

وقد بدأ رحلاته مبكراً؛ فبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا)سنة 1928م كثرت رحلاته إلى دول مجاورة أو بعيدة، وتعدَّدت وتنوَّعت أهدافها؛ بين طلب العلم، والعمل، والعبادة، والاكتشاف، والدعوة، والعمل لقضايا الأمة، والمشاركة في المؤتمرات الإسلامية. ولو اقتصرت رحلاته هذه على تحقيق ما يرنو إليه منها؛ لنسيها هو ولم نذكرها نحن، ولكنه عمد إلى الحديث عنها والكتابة فيها، كما فعل الشعراء في ارتحالهم، والمستكشفون في جولاتهم.

والشيخ الأديب علي الطنطاوي ذو وخيال مجنَّح ، ونفس مرهفة، وعين دقيقة في التقاط كل جديد وعجيب ومثير ومؤثر! كما أن ذاكرته قوية في الاحتفاظ بما يراه أو يسمعه أو يدركه؛ فقد بقي متوقد الذهن، يستعيد المشاهد، حتى حين بدأ يكتب ذكرياته، أو يتحدث عن رحلاته بعد مضي نصف قرن على بعضها!!.

لقد جوَّب في الآفاق، فزار مصر والعراق والحجاز مراراً، كما زار إيران وباكستان والهند وسنغافورة وماليزيا وإندونيسيا، وزار ألمانيا وأماكن أخرى، ولم يفته أبداً أن يتحدث - أو أن يكتب - عن كل زياراته هذه، حتى استغرقت قسماً كبيراً من حلقات ذكرياته، كما شغلت حيزاً كبيراً من أحاديثه الإذاعية والتلفزيونية، وأصدر عنها عدَّة كتب، سجَّلها بأسلوبه الأدبي.

تنوع ما يتناوله في رحلاته:

وهو -في حديثه عن رحلاته- لم يكن يكتفي بذكر جمال طبيعة البلاد التي يزورها، أو قسوة الظروف التي يعانيها؛ بل كان يُبرز دائماً ما خلَّفته هذه الديار من أثر في مشاعره وأحاسيسه، ويستعرض -أحياناً- تاريخ تلك البلاد بإيجاز، ودخول الإسلام إليها، والظروف الاجتماعية التي يعيشها الشعب فيها، وعاداته وتقاليده، وما قام به من بطولات، وما قدَّمه من تضحيات حتى تحرر من الاستعمار؛ فهو يقول: "وأنا حين أهمُّ بالكتابة عن بلد؛ لا أصف طبيعة أرضه، ولا تحديد مساحته وحاصلاته؛ ولكن أحاول أن أصف مدى شعوري به، ومبلغ ما له في نفسي".

وقد تحدَّث بتفصيل أو بإيجاز في "ذكرياته" عن زيارته إلى مصر، مروراً بفلسطين، وعن زيارته إلى بغداد سنة 1936، وعن زيارته إلى القدس 1954، وإلى كراتشي ودلهي وسنغافورة وماليزيا، وأخرى إلى ألمانيا 1970، كما تحدث عن قدومه إلى الرياض.

(جَاوَة) جنة الدنيا:

فهو عندما وصل إلى (جاكرتا) رآها جنة الدنيا، وعدَّها (سويسرا الشرق)، فيقول: "وليست جنة الدنيا الشام ولا لبنان ولا سويسرا، ولكنها (جَاوَة)، مَنْ رآها فقد علم أني أقول حقّاً، ومَنْ لم يرها لم يغنه عن مرآها البيان! أمضيتُ فيها يومين، ما رأيت في حياتي يومين كانا أمتع لنفسي متعةً، وأحلى في عيني منظراً، وأبقى في قلبي أثراً منهما، قطعت فيها الجزيرة بالقطار، في طريقٍ ما رأيتُ ولا سمعت - ولا أظن أني سأرى أو أسمع - أن في الدنيا طريقاً أجمل منه".

ويتناول عادات أهلها وطباعهم فيقول: "والقوم في إندونيسيا أرقُّ الناس نفساً، وأرهفهم حسّاً لا يحتملون شدةً ولا عنفاً، ولقد لمتُ السائق مرةً على ذنب أذنبه، ورفعت صوتي عليه؛ فبقي أياماً متألماً! وما سمعتُ في إندونيسيا ضجةً، فالشوارع تكاد تكون هادئة، والكلام يكاد يكون همساً، وما رأيت فيها (خناقة)، و(الخناقات) في الشوارع مقياس أعصاب الأمم، وفيها لا يكون سبٌّ أبداً؛ لأن لغتهم -كما أظن- خالية من ألفاظ السباب!! ".

ثم يعود ليكمل حديثه عن وسيلة نقل أخرى هي (الرَّكْشَة)، وهي: "عربةٌ صغيرةٌ لها مقعدان، يجرُّها إنسانٌ! يعدو بها حتى يتصبب عرقاً ويلهث تعباً".

ثم يذكر أنواعها المتطورة، ويقارن بينها وبين مثيلاتها في (كلكتا) و(كراتشي).

ويصف احتفال المسلمين -هناك- بعيد نزول القرآن!! فيقول: "يجعلونه أكبر أعيادهم، ويحتفلون به احتفالاً ضخماً في القاعة الكبرى من قصر الرئاسة، ويشترك رجالهم ونساؤهم في الاحتفال، يجلس الرجال في المقاعد اليمنى، والنساء في المقاعد اليسرى، لا يتجاورون في المجالس، وأكثر النساء الحاضرات قد ألقينَ المناديل على رؤوسهنَّ، فسترنَ بها شعورهنَّ. وافتتحت الحفلة بآيات من القرآن، تلتها قائمةً أمام المذياع زوجة الرئيس سوكارنو، بصوت رخيم، وقراءة فصيحة صحيحة المخارج، وقد عجبت من قراءتها القرآن دون الرجال فعجبوا من عجبي!! ".



محمود شوقي الأيوبي شاعر الطبيعة الإندونيسية

ولد الشاعر محمود شوقي الأيوبي في الكويت عام 1900م (1319هـ)، وقيل عام 1901م، ووالده من أصول كردية، وكان قد نزح من العراق إلى الكويت، وكان يُطلق عليه "عبد الله الكُردي"، أما أمه فمن عرب "المنتفك". وقد أسماه والده محموداً، ولكن الشاعر أضاف إلى اسمه اسم "شوقي" لشدة إعجابه بالشاعر أحمد شوقي.

ودرس محمود شوقي الأيوبي في كتاب المُلا عبد الله الأنصاري، ثم في المدرسة المُباركية، وقد سافر إلى البصرة، ثم إلى بغداد حيث درس في دار المعلمين العالية، وبعد انتهاء الدراسة عمل مدرساً في قرية "أبي الخصيب" بالعراق.

ورحل بعد ذلك إلى سورية ولبنان وفلسطين ومصر، ثم رجع إلى العراق، ثم عاد إلى الكويت ليعمل مدرساً بالمدرسة المباركية، ولكنه يترك الكويت إلى العراق مرة ثالثة ليلتحق جنديا بسلاح الخيالة.

ثم سافر إلى الإحساء، فالرياض في ربيع الأول 1348هـ (إبريل 1939م)، وأدَّى مناسك الحج، ثم هاجر إلى إندونيسيا للدعوة والتعليم، بتكليف من الملك عبد العزيز، وأقام هناك عشرين سنة، من 1349-1369هـ (1930-1950م).

وقد عاد الأيوبي إلى الكويت عام 1950م حيث أقام في قرية الشعيبة، وتوفي في ذي الحجة 1385هـ (مارس 1966م).

وشعره كثير جدا، نشر بعضه في جريدتي "أم القرى" و"الإصلاح"، وهناك تداخل في دواوينه، فقد ينشر القصيدة الواحدة في ديوانين.

ومن دواوينه المطبوعة:

1-الموازين: طُبع في دار المعارف بمصر عام 1953م، من قبل البعثة الكويتية بالقاهرة في (450) صفحة، ويشتمل على (140) قصيدة.

ويقول الأيوبي عن هذا الديوان "قصائده قصيرة، وهي من وحي صباح الفردوس الاستوائي (إندونيسيا) المجاهدة، تلك البلاد المحبوبة التي مكثت فيها نحو عشرين عاما، وإن أفضل ما يُهدي المواطن سِفراً لأبناء وطنه، هي عصارته الروحية التي تمخّضت عن تجارب قاسية فهي للشباب في عنفوان فتوته دروس، وللشيوخ في مجالسهم رياحين النفوس".

وقد تحدث في الديوان عن مكارم الأخلاق، وعظمة الخالق، ودقة نظام الكون.
2- رحيق الأرواح: طبع في القاهرة في دار العهد الجديد عام 1955م من منشورات رابطة الأدب الحديث ويقع في (352) صفحة، وقد طُبِع على نفقة الخفاجي صديق الشاعر، وقد نظمه في إندونيسيا في فترة من أحلك فترات حياته.

ومن عناوين قصائد الديوان: رحيق الأرواح، ومنبر النجوى، ولحن الكروان، ومحراب الشاعر، وشهوة الظلام، وقلب الشاعر، ودموع السلام، وأخلاق الحب، وطهر الحب، وأحلام الشباب، ومصباح الهوى، وعروس البحر، والأمواج، وبرزخ الحيرة، والمزامير، وبين الأرواح والأشباح، والمرايا والغياهب.

وكان الأيوبي محبا للطبيعة بشكل لافت، ومن العجيب أننا نراه يبدأ قصيدته في رثاء زوجته الأولى، وكانت إندونيسية، بوصف الطبيعة الساحرة، بل يكشف العنوان عن هُيامه بهذه الطبيعة الفتّانة، حيث يُعنْون قصيدته "الأيام السوداء في الفردوس الاستوائي: الإندونيسي"، يقول في مطلع قصيدة الرثاء:

تمتَّــعْ بمرْأى الحُسْنِ في وردَةْ الخَدِّ
وفي الأعْيُنِ الدَّعْجاءِ، والجيدِ، والنَّهْدِ
وذُقْ خمرةَ الفردوسِ في الجيدِ واللُّمى
ففيها شِفـاءُ النَّفْسِ والقلبِ والكِبْدِ
وإنْ رُمْـــتَ غاداتِ الجنانِ فإنَّها
على الأرْضِ مـنْ وَهْدٍ تسيرُ إلى وَهْدِ
وإنْ رُمْتَ فرْدوْســـاً مُقيماً، فإنَّهُ
بجاوا عروسِ الشرقِ، بلْ جنةِ الخُلْدِ
تفَجَّرَ يُنْبوعُ الجمالِ بِساحِـــها
ولكـــنَّ جاوا للطبيعةِ كالعِقْدِ
وقفْتُ بها في جنَّـةِ الوجْدِ والهوى
فأذْهلَني منْ سِحْـرِها سانِحُ السَّعْدِ
وأغْرَقْتُ روحي في أثــيرِ خلودِها
وَأَفْنَيْتُها في عالَمِ النُّـورِ والوجْدِ


ويحتل المديح قسما لا بأس به من تجربة محمود شوقي الأيوبي الشعرية في مهجره الإندونيسي، ومن هذه القصائد قصيدة يُهديها "للصديق العزيز والأخ الحميم في جاوة السيد محمد بن طالب بن مرعي الكثيري الهمذاني"، ويقول فيها:
حدا بي سحابُ الشوقِ، والشوقُ هاتفٌ
إلى صاحِــــبٍ في ذلكَ الحيِّ يمْرَحُ
أبرُّ بني همْدانَ للــــــدينِ والتُّقى
ومنْهُ غيوثُ الفضْلِ تهْمي وتَنْـــزَحُ
لمغْناكَ آسادُ العروبـــــةِ بادَرَتْ
مغمغِمَةً للمجْدِ ترْنو وتَطْمــــحُ
وما العزُّ إلا في حمَـــــاكَ مقرُّهُ
وأنتَ لهُ الباني إذا الناسُ طَوْهَحُــوا
تراقصت الألحـــانُ، ترنو مشوقةً
لمنزلكَ الميْمونِ ، والطَّيْـــرُ يَسْجَحُ
وسعْتَ صنوفَ الناسِ بالفضْلَ والحجا
وفي ريعِكَ الألبابُ تنْمو وتنْجــحُ




كان محمود شوقي الأيوبي في كل هذه الأشعار ـ كما يقول الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي بحق ـ "خصب الخيال، دقيق الشعور، عميق التجربة، متجدد الإحساس الفني المتصل بينابيع الإلهام الشعري الخالد، يكره التنقيح وتكلف التجويد الفني، ويضع الشعر ارتجالاَ أو ما يُشبه الارتجال، عازفاً عن الصنعة، كارهاً للتعجُّل والإغراب" رحمه الله رحمة واسعة.